وجد الطلاب السوريون ضالتهم في الجامعات "الافتراضية"، خصوصا المنقطعين عن استكمال دراستهم، بسبب ظروف الحرب التي يشنها بشار وقواته على الشعب السوري، لاسيما الذين يرزحون تحت حصار نظام الأسد والميليشيات المساندة له.
مصادر طُلابيّة أكّدت لـ"زمان الوصل" أنّ "جامعة رشد الافتراضية" تُقدّم لطلابها منحاً تصل إلى 95%، فدبلوم العلوم السياسية على سبيل المثال لا الحصر، تكلفته الأساسية تبلغ 3 آلاف وخمسمائة دولار أمريكي، في حين أنّها أخذت من بعض طلابها 350 دولاراً، والبعض الآخر 175 دولاراً فقط، وبالإضافة لتلك التسهيلات فإن اعتراف "جامعة أسيا الماليزية" بـ"رشد" يُشكّل حافزاً لا بأس به وإغراءً جيداً لتسجيل الطلاب إليها وحجز مقعدهم الدراسي فيها.
في الأيّام الثلاثة الأخيرة أُشيع أن "جامعة رشد" مؤسّسةّ مُزوّرةً لم تحصل إطلاقاً على اعتراف من جامعة "آسيا الماليزية" الأمر الذي آثار دهشة طلبتها "الخريجين والحاليين" وفرض حالةً من الاحتقان وتبادل في الآراء، كما دفع العديد من الطلبة لمخاطبة "جامعة آسيا" بشكلٍ مُباشر وأكّدت لهم أنّها لا تعترف بـ"رشد" إطلاقاً.
المهندس "ملهم الدروبي" مؤسس ومدير جامعة "رشد"، أكد خلال حديث مع "زمان الوصل" على أنّ للجامعة اتفاقيةً واضحةً مع "جامعة أسيا العالمية الماليزية" من خلال وكيلهم في "الشرق الأوسط - مؤسسة ميلز"، لكنّ نشرها يحتاج لمُوافقة الطرفين وهذا ما يتم العمل عليه الآن".
وأضاف أنّ الجامعة "ساهمت بتغطية جزء من حاجة التعليم العالي في سوريا عبر إضافة لمسات احترافية للمناهج التعليمية والتدريبية المُعتمدة في أفضل الجامعات العالمية والتي تتناسب مع ظروف الطلبة الذين لا يُمكنهم الالتحاق بالجامعات التقليدية، ومن أهدافها تسهيل الحصول على التعليم الافتراضي في الشرق الأوسط".
تأكيد "الدروبي" دفع "زمان الوصل" لمخاطبة "جامعة أسيا" عبر بريدها الإلكتروني ولم يتغير ردها عمّا ردّت به على الطلبة مُؤكّدةً نفيها لأيّة علاقة مع "رشد".
الشاب "غيث إبراهيم" تخرّج من كلية "إدارة الأعمال" في "رشد" قال لـ"زمان الوصل": "لو كانت "رشد حقيقةً تملك اتفاقاً مع أسيا لقامت بنشره على موقعها الإلكتروني وهذا أمر بديهي في بروتوكولات الشراكات بين المؤسّسات".
وأضاف أنّه سجّل في "رشد" نظراً لأنه كان مُحاصراً في منطقة تنعدم فيها الخيارات، ولم يتأكّد من مدى مصداقية اعتراف "جامعة أسيا" لأنّه من المستحيل أن يُوفّر مبلغ 600 دولار أمريكي لتحصيل شهادة منها، ومن جهة أخرى فإنّ الدعاية لـ"آسيا" في الموقع الإلكتروني الخاص بـ "رشد" يُوحي فعلاً بوجود علاقة واتفاق بين الطرفين خصوصاً وأنّها تُفنّد لمحة عن "أسيا الماليزية" واعتراف الكثير من الدول بشهاداتها.
أما الشابة "إسراء" فإن دافع تسجيلها في "رشد" يختلف عن دافع التسهيلات المادّية لدى "غيث" حيث أكّدت لـ "زمان الوصل" أنّها سجلت في "رشد" لأن الجامعة مُعترف بها من قبل جامعة "أسيا" التي تعترف بشهاداتها 31 دولة حول العالم، وتخرّجت "إسراء" من كلّية العلوم السياسية بعد دراسة لمدّة سنتين، ولم تُنكر مدى التسهيلات التي قدّمتها "رشد" والزخم العالي من المعلومات، لكنّها أيضاً لا تُخفي دهشتها لعدم نشر وثائق الشراكة بين الجامعتين بالرغم مما يشاع، مُردفةً أنّ ردود "إدارة رشد" تُوحي ببذلها جهد كبير وبشكل سريع لتحصيل اتفاقٍ ما، وهذا من حق الطلبة الّذين لا يُمكن أن يبقوا صامتين على الأسلوب الضبابي المُعتمد وسيعمل البعض منهم لاسيما طلبة "البكالوريوس" على جمع كافّة الوثائق الّلازمة للتحرك في حال تبيّن فعلاً عدم وجود شراكة مع "آسيا" أو أيّ جامعة أُخرى.
الطالب "شادي عبد الرحمن" يدرس في "رشد" منذ عام ونصف أشار لـ"زمان الوصل" أنّه لا يُمكن التضحية بوقت الدراسة المُستهلك، ويجب استثمار الحالة التي ما زالت في سياق الشائعات لدفع "الإدارة" قدر الإمكان لهدف تحصيل شراكات مع مؤسسات تعليمية مُعتمدة إقليمياً ودولياً، مُضيفاً، على "إدارة رشد" الالتزام بمبادئها التي من جملتها "الصدق، الشفافية، المسؤولية" والإسراع بتبيان الحقيقة لطلابها.
فادي شباط - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية