أزواج مجهولو النسب وأطفال بلا قيود في الشمال السوري

قدرت بعض الإحصائيات هذه الحالات بـ(2200) حالة زواج - أرشيف

بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، وبدء موسم هجرة المقاتلين، بدأت تنتشر ظاهرة زواج الفتيات السوريات من أجانب أو عرب، دون التعرف بشكل صحيح على أسماء هؤلاء الأزواج ونسبهم.

وقدرت بعض الإحصائيات هذه الحالات بـ(2200) حالة زواج، مبينة أن 1350 امرأة متزوجة بهذه الطريقة لديها أطفال، فيما تجاوز عدد الأطفال المولودين (2500)، وكانت غالبية حالات الزواج في ريف إدلب ومنطقة الساحل والرقة وريفها.

وبحسب شهادات السكان المحليين، فإن أغلب حالات الزواج هذه يشوبها عدم الاستقرار، لأن الزوج في حالة تنقل ويصعب عليه أخد أسرته، وبالتالي تنعكس سلبا على مستقبل الأطفال، فهم بحكم القانون مجردون من كل حقوقهم كالتعليم والإرث والنسب.

ويوضح بعض الشهود أن أخطر ما في الأمر هو إخفاء الأزواج لأسمائهم الحقيقية، مكتفين بالكنية فقط، وهذا ما يجعل الزواج باطلا لأن معرفة الاسم الحقيقي هو شرط من شروط صحة العقد.

(أماني 26 عاما) إحدى ضحايا هذه الزيجات قالت: "منذ سنتين تقدم لي أحد المهاجرين يكنى بـ(أبو الزبير التركستاني)، وخلال أسبوع تزوجته على مهر قدره 400 دولار".

وأردفت لـ"زمان الوصل" قائلة "في السنة الأولى من زواجنا كان ينشب بيننا مشاكل وخلاف ودائما كنت أطلب الطلاق، لكن أهلي عارضوا طلاقي منه، وبعد شهر من زواجنا اعترف لي أنه كان متزوج وقد طلق زوجته وليس لديه أولاد".

وأضافت: "بعد 9 شهور رزقني الله منه بطفلة، وبعد ولادتي تزوج من جديد وهو ما ضاعف فترة غيابه عن البيت والتي كانت بالأساس قليلة".

وتابعت: "بعد ثلاثة شهور من ولادتي قتل، وأنا الآن أعيش في منزل والدي في مدينة أريحا بإدلب، وخلال فترة العدة كان يطلبني رفاقه للزواج، وكنت أرفض بحجة أني أريد تربية ابنتي، وأني الآن لا أستطيع الزواج لأنهم سوف يأخذون ابنتي مني".

وكشفت: "لا أعرف شيئا عن زوجي سوى أنه أبو الزبير وهو من تركستان.. قمت بتسجيل أبنتي على دفتر عائلة أهلي، فلا يوجد لدي ما يثبت زواجي".

وختمت بتوجيه النصيحة للفتيات: "أنصح كل من يتقدم لها مقاتل غريب أن يقدم له يثبت اسمه الحقيقي وأن يسجل زواجها في المحاكم لكي لا تخطئ مثلي، فلو عاد الزمان لن أفعلها على الإطلاق".

وكان ناشطون قد نظموا في شهر كانون الثاني/يناير العام الماضي حملة "من زوجك" في "معرة نعمان" وريف إدلب تهدف على نشر التوعية الاجتماعية، ومطالبة الزوجات بتثبيت عقود الزواج مع كامل بيانات الزوج حتى لا يضيع نسب طفلها مُستقبلا وبالتالي تُحافظ على هويته وكيانه قانونيا وأخلاقيا.

في حالة أخرى تقول "ريم" (32 عاما) إن مهاجرا طلب يدها عن طريق إحدى صديقاتها، فوافقت بعد تردد، لكن أسبوعا واحدا كشف خطأ قرارها عندما تعرضت للإهانة والضرب.
ولخصت الفتاة المنحدرة من ريف إدلب معاناتها في تصريح لـ"زمان الوصل" قائلة "كنت الصماء البكماء لا أفهم لغتهم وبعد 6 شهور من المعاناة طلبت الطلاق ورفض أن يطلقني حتى تنازلت عن كافة حقوقي".

المأساة نفسها تكررت "أم عبدالله" التي تنحدر من دير الزور الأرملة التي تربي أطفالها الأربعة.

تزوجت من مهاجر يكنى بـ"أبو عبدالرحمن التونسي" دون مهر أو أي تجهيز للعرس كالعادات السورية، كما تقول.

وتضيف "كنت أعيش وحدي بعد موت زوجي وكنت أرفض الزواج وبعد تردد أبو عبد الرحمن على بيتها لمساعدتها عرض عليها الزواج أكثر من مرة قبلت الزواج منه، ولكن لم يدم الزوج سوى شهور قليلة، فهجرني ولا أعرف عنه شيئا، وتركني وأنا حامل وأنجبت منه طفلا، وبسبب سوء الأوضاع في دير زور نزحت إلى مدينة إدلب".

زمان الوصل
(126)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي