أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هنا دمشق.. أعمال طلاب "كلية الفنون الجميلة" في حاويات القمامة

أعمال طلاب الفنون الجميلة بدمشق - نشطاء

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأكوام من القمامة في حديقة كلية الفنون الجميلة بدمشق على العكس مما يشير اسمها.

وأظهرت الصور مدى التلوث البصري والتدهور في حال النظافة داخل الكلية التي من المفترض أن تكون عنواناً للذوق والفن، غير أن ما يلفت النظر في الصور المتداولة وجود بعض الأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات جصية أنجزها الطلاب كمشاريع تخرج بعد تحطيمها مما يشير أيضاً إلى حالة الاستهتار بجهود طلاب الكلية وتسخيف ما يقومون به.

وبحسب مصدر، فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" تقدم العشرات من طلاب الكلية بشكاوى إلى إدارة الجامعة يطالبونهما بالاهتمام بالكلية والمنظر العام، وأعمال النظافة فيها، إلا أن "الصمت" كان هو الرد الوحيد على شكواهم وفى الوقت الذى يعانون فيه من هذه المناظر فإن أعضاء هيئة التدريس بالكلية يجلسون فى غرف مكيفة ومزدانة بالزهور والتحف واللوحات ولا يدرون شيئاً عن معاناة الطلاب.

وبدوره أشار الفنان "أسعد فرزات" أحد خريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق لـ"زمان الوصل" إلى أن العادة في الكلية درجت على رمي نفايات الأعمال وخاصة النحتية بعد الانتهاء من القوالب الجبسية ونفايات الطين.

وأضاف محدثنا أن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن أعمالاً فنية للطلاب ومنها أعمال محطمة لا يمكن التأكد إن كان أصحابها هم من رموها أو القائمين على الكلية.

وتابع "فرزات" أن أمر رمي الأعمال الفنية وإهانتها بهذا الشكل ليس بمستغرب على أساتذة الكلية وبخاصة من أرسلهم البعث والمظليين منهم حصراً بمنح دراسية إلى منظومة الدول الاشتراكية وحتى إلى أوربا الغربية وعادوا مدرسين بهذه الكلية.

وأردف أن هذا الاستهتار بالأعمال الفنية ليس بمستغرب أيضاً على جيل من أبناء المسؤولين ممن دخلوا إلى الكلية بنفس ظروف أساتذتهم، فهم أيضاً أعداء للفن والجمال.

ودلل محدثنا على حادثة تمزيق هؤلاء لإحدى لوحاته من مشروع التخرج والتي كانت تزين أحد جدران الكلية، فقاموا بتمزيقها بمشرط.
وأردف فرزات أن هذه السلوكيات نتيجة طبيعية لعهد حافظ الأسد وابنه القاصر ولجيل مشوّه من الأساتذة والطلاب عديمي المسؤولية الذين أخذوا فرص الآخرين الموهوبين.

وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن الأعمال التي تبدو في الصور هي عبارة عن قوالب من "الجيبس" للعمل الأساسي تم رميها بعد الانتهاء من أداء مهمتها، وهي في أغلبها سيئة المستوى وأقرب إلى أعمال الهواة والمبتدئين، ولكن هذا لا يمنع -حسب قوله- من أن هناك طلاباً متفوقين وموهوبين رغم كل ما يحيط بهم من أجواء غير سليمة داخل كلية الفنون الجميلة. 

وأشار الكاتب والصحفي "نجم الدين السمان" إلى أن هذا الأمر محصلة طبيعية لنظام فاشل في كلّ شيء ولحكومة فاشلة، ولتعليمِ يسير على ساقٍ واحدة منذ ما قبل 2011 بكثير.

ويبدو أن مثل هذا الخبر -كما يقول- يندرج ضمن سياق "المؤامرة الكونية" التي طالت هي الأخرى مشاريع التخرّج لطلاب كلية الفنون، بينما يستعد النظام بعد انتصاره على الإرهاب الكونيّ لإطلاق قمر صناعي على هيئة جرَّة غازٍ يفتقدها المواطن السوري على الأرض ليراها تدور فوقه في الفضاء.

ويضيف "لا شيء أكثر سريالية وتوحشاً مما يجري في بلدنا".

ويعود تاريخ تأسيس كلية الفنون الجميلة كمؤسسة للتعليم العالي إلى العام 1960-1961 وذلك استنادا إلى القانون رقم /99/ الذي ينظم ملاك المعاهد العالية التابعة لوزارة التربية ومن بينها "المعهد العالي للفنون الجميلة"، كان الهدف من تأسيس المعهد العلي للفنون الجميلة سد الفراغ الملموس في مجال تعليم الفنون التشكيلية وهندسة العمارة، وتخريج جيل من المعماريين والفنانين يرفدون الحركة الفنية الناشئة في سوريا.

وفي عام 1963صدر مرسوم تشريعي يقضي بتحويل المعهد العالي للفنون الجميلة من تابعيته لوزارة التربية ليصبح كلية مستقلة تابعة لجامعة دمشق تحت اسم كلية الفنون الجميلة.

وفي العام 1970 تم إلحاق قسم العمارة بكلية الهندسة وفصلها عن كلية الفنون الجميلة، بموجب القرار رقم /830/ د تاريخ 25/8/1970.
إدارة

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(255)    هل أعجبتك المقالة (268)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي