أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

استعلاء ليبرمان واستفال الحكام العرب .... د. عوض السليمان.

دكتوراه في الإعلام - فرنسا


صرح الإرهابي ليبرمان اليوم، أن الحكومة الصهيونية لن تنسحب من الجولان مقابل سلام مع سورية. وأول ما يلفت النظر في هذه التصريحات هو تقصد إعلانها بعد فترة وجيزة من انتهاء القمة العربية في الدوحة، حيث تحاول هذه التصريحات كعادة إرهابيي الحكومة الصهيونية الاستهزاء بالعرب وقمتهم، وتذكير الجامعة العربية وزعماءها أن الكيان الصهيوني لا يقيم لهم وزناً وربما أنه لا يهتم بهم ولا يتابع قمتهم وقراراتهم أصلاً.


وكيف يقيم الإرهابي ليبرمان وزناً لأمة، تفرج حكامها على غزة وهي تحرق وتدمر ويقتل فيها الأبرياء تشفياً واستمتاعاً، فما حركوا ساكناً اللهم إلا دول الاعتدال العربي التي تحركت بالفعل فساعدت بني صهيون معنوياً وربما مادياً للقضاء على أية مقاومة في فلسطين. وذهب بعض العرب لتحميل أهل فلسطين مسؤولية الاعتداء عليهم بل ومسؤولية الفسفور الأبيض الذي أكلته وشربته نساءهم وأطفالهم.


ولماذا يهتم ليبرمان لأمة، شهدت سلب فلسطين كلها فما نبست ببنت شفة، وشهدت اغتيال زعيم عربي يوم عيد الأضحى فاستحيت من انتقاد القاتل.


عندما يقول ليبرمان أن الحكومة الصهيونية غير ملتزمة بالاتفاقات مع العرب وأنها لن تنسحب من الجولان فلأنه يعلم تماماً أن العرب لن يستطيعوا فعل شيء وسيذهب أمينهم العام، إلى نيويورك يتسول كلينتون، وسيندد بقوة بتلك التصريحات ثم يعود إلى بلده بخف حنين، ثم يحلف أن معاهدة السلام ماتت.
غريب حال هذه الأمة وحال قادتها وجامعتها المغدورة، فكيف يعقل أن حكام الأمة العربية يطلبون من المجرم سارق أرضهم أن يعيدها لهم، وهو سرقها بالقوة وأمام أعين الناس، فلو كلمت دابة تأكل الشعير في هذا لما قبلته، فالذي سرق الأرض وقتل الناس يقاتَل حتى يُقتل أو يخرج صاغرا ذليلاً.


أ فليس عيب على أمة يبلغ تعداد سكانها أربع مائة مليون أن يتسولوا حقوقهم من شرذمة شذاذ ، لا قيمة لهم ولا وزن. على الحكام العرب أن يتساءلوا أولاً قبل التعليق على تصريحات العدو، هل تقبل ذوات الأربع أن يؤخذ شعيرها أو تنتهك مساكنها أم أنها تدافع عن مواطِنها فإما أن تَغلب وإما أن تُقتل. أ فيعقل أن تصبح أمتنا ذوات أربع، ولعلها اليوم ذوات ست أو سبع.
إن الرد على تصريحات ليبرمان لا يكون إلا بتجهيز الجيوش وعقد ألوية الحرب، وتعليم الناس حب الشهادة والموت في سبيل الله.


لقد استمعت بكامل الاهتمام والتركيز لخطاب الرئيس السوري بشار الأسد في قمة الدوحة، ولا أخفي إعجابي به أيما إعجاب فقد عبر عن مشاعري ومشاعر الكثير من العرب والمسلمين.

فنحن سئمنا من مقولة السلام خيار استراتيجي، ولا بد لهذه الأمة المنكوبة أن تضع خيار الحرب على الطاولة اليوم قبل غد. وماذا ننتظر حتى يجتمع وزراء الدفاع العرب، ويبدأ تدريب الجيوش لتحرير الجولان والعراق وفلسطين كل فلسطين.


قال الأسد، وقد صدق، أنه لا يسار ولا يمين ولا وسط في الكيان الصهيوني فكلهم سواء. فماذا ننتظر إذاً ولماذا يشكل العرب لجنة تضم عدة دول عربية للنظر في كيفية التعامل مع الحكومة الصهيونية الجديدة. فالصهاينة هم الصهاينة، وهم يتنافسون على أرض العرب ودماء أطفالهم.
هل أعاد باراك أرضاً للعرب أم فعلها بيريز؟ بالطبع لا هذا ولا ذاك، ولن يعيد للعرب أرضهم إلا سيفاً أحمر اللون مضرج بدماء الشهداء. سيف يقاتل لا سيفاً يرقص.


إن أنظار ملايين العرب تتجه إلى سورية، فقد فُقد الأمل في حكومة مصر التي ما فتأت تتآمر مع العدو ضد أبناء الدين والتاريخ والجلدة. ولعلكم سمعتم ما سمعنا من أن ليبرمان هذا هو الذي صرح بضرورة تدمير السد العالي في مصر، وهو الذي ما انفك يتخذ من حسني مبارك أضحوكة فلا يوفر مناسبة إلا واستهزأ منه فيها، ولهذا ظن العرب أن مصر ستتخذ موقفاً حاسماً من هذا الإرهابي، لكن الحكومة المصرية سارعت على عادتها لإعلان وفائها للسلام مع الصهاينة، وتنفيذ معاهداتها من تحجيم السيادة الوطنية وبيع الثروات للعدو, وتناست كل ما فعله وما قاله ليبرمان ضد مصر وضد شخص الرئيس المصري.

وتعالوا نتصور أن شخصية عربية انتقدت الرئيس مبارك، فماذا كان سيحل بين البلدين، ولا شك أنكم تعرفون أن حكومة مصر ستقطع عندها العلاقات الدبلوماسية وتطرد السفير وربما تجهز الجيوش فعجباً من تذلل هذه الحكومة للصهاينة وقبول استعلائها وغطرستها.


إن العرب ينظرون إلى سورية، ولأنهم ينظرون إليها فهي مطالبة اليوم بوقفة حازمة ضد العدو. وقفة حازمة ضد العدو الأمريكي في العراق المحتل وضد حكومة أزلام أمريكا في المنطقة الخضراء، كما أنها مطالبة بالوقوف بمنتهى الحزم ضد العدو الصهيوني.


كم اشتقنا إلى عبارات القوة والمنعة، فمنذ زمن طويل لا نسمع إلا عن اعتداءات صهيونية على الأرض العربية، أ فليس هناك" اعتداءات" عربية على الصهاينة، أ ليس هناك صواريخ عربية وطائرات عربية تستطيع أن تدك حصون العدو وتعيد الأرض بالقوة وتفرض على العالم احترامنا والخوف من غضبتنا.


ولكي تستعد سورية لهذه المعركة التي أعتقد أنها ستحدث يوماً ما، فلا بد من نشر ثقافة الجهاد والمقاومة في طول البلاد وعرضها، والضرب بيد من حديد على كل متآمر مع أمريكا والصهيونية وعلى كل مرجف مغرر، يعبد حذاء الصهاينة وأمريكا.


إن الشعب العربي اليوم ينتظر من سورية دوراً فاعلاً في مقارعة العدو في العراق وفلسطين ولبنان والجولان أيضاً، وإن آمالاً كثيرة عقدت على هذا البلد الصغير، وأرجو ألا يخيب ظننا فيه. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخير عشرةُ أعشار:تسعة بالشام, وواحدٌ في سائر البلدان.


والشرُ عشرة أعشار:واحدٌ بالشام وتسعةٌ في سائر البلدان.فإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.

(109)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي