أثارت صورة من قلب حي "الخالدية" في حمص التقطها مصور غربي، أشجان أهالي حمص النازحين واللاجئين على حد سواء، فبثوا نجواهم ومشاعرهم على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنين الحداد على ذكرياته التي تتململ تحت الركام عندما كان يضج بالحركة والنشاط والحياة.
ونالت الصورة التي التقطها الفنان والصحفي الألماني "كريستيان فيرنر" الجائزة الثالثة لفئة الأماكن "Place" في مسابقة "ناشيونال جرافيك" 2018 التي أُقيمت في "جورجيا" مؤخراً.
وكان "فيرنر" قد التقط الصورة التي وضع لها عنوان "الطريق إلى الخراب" أثناء مهمة صحفية لمجلة "دير شبيغل" الألمانية غطى خلالها العديد من المدن السورية. وروى المصور الألماني على حسابه الشخصي في "فيسبوك" أنه شاهد في حي "الخالدية" دماراً لم يشاهده بهذا الحجم من قبل خلال زياراته لمدن عدة.
وأضاف أن المنطقة المحيطة بحي "الخالدية" كانت هادئة للغاية، لا أصوات للمدينة ولا للسيارات، كل ما هنالك هو صوت عصافير لا أكثر".
وأردف أنه اضطر لسؤال جندي مسؤول عن المنطقة وتسلق أنقاض مبنى مليء بالمتفجرات على مسؤوليته والتقطتها، وتابع أنه كان محظوظاً للغاية ويمكنه تذكر كل شيء بوضوح.
وترصد الصورة الفائزة منطقة تقاطع شارع "الخالدية" الرئيسي بالشارع المؤدي إلى الكراجات القديمة ونزلة "وادي السايح"، ويبدو جامع "خالد بن الوليد" في منتصف الصورة وقد أزيلت المباني التي كانت تحجبه عن النظر من هذه النقطة جرّاء القصف الشديد الذي طال الحي خلال سنوات الحصار.
وقفز اسم حي "الخالدية" إلى واجهة الأحداث مع بداية الثورة السورية، خاصة بعد ارتكاب النظام لمجزرة فيه راح ضحيتها مئات الشهداء وعشرات الإصابات في حديقة "العلو" -وسط الحي- مطلع شباط فبراير/2012.

وشكل الحي الحصن الأخير للمقاومة السورية في مدينة حمص قبل أن تسيطر عليه قوات النظام بمساعدة المليشيات المقاتلة معه عام 2013 وتنهب بيوت أهله وتدمر ما تبقى منه.
وسبق لصحيفة "ديلي ميل"، أن نشرت صوراً التقطت بواسطة طائرة بدون طيار، وقد بينت الصور كيفية تحول حمص إلى مدينة أشباح، فحطام المباني والأنقاض والقذائف الفارغة هي كل ما تمتلكه تلك المدينة التي كانت مركزاً صناعياً وثقافياً هاماً للغاية.
وكانت صورة للفنان "سيرغي بونوماريف" تمثل مجموعة من الطيور تحلق فوق مبانٍ مدمرة في حي "الخالدية" قد فازت عام 2014 عن فئة الأماكن في المسابقة ذاتها.
والفنان المصور "كريستيان فيرنر" هو صحافي مستقل ولد في مدينة "هانوفر" بألمانيا عام 1987، درس التصوير الصحفي والتصوير الوثائقي في جامعة هانوفر بين عامي 2009 2014.
يعمل كمصور صحفي مستقل وينشر صوره وقصصه، من بين أمور أخرى، في صحف ومجلات "دير شبيغل، دي تسايت، تايم، واشنطن بوست" وغيرها، ويركز في عمله وتصويره على قضايا الظلم الاجتماعي والصراعات والقضايا الجيوسياسية وتبعات الحروب.
وحصل "فيرنر" أثناء عمله على جوائز مرات عدة وعرض لقطاته في كثير من المعارض الدولية، وفي أواخر صيف عام 2016 بدأ العمل مع (محطة مساعدة المهاجرين الأجانب) المعروفة اختصاراً بـ"MOAS".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية