أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من "اليرموك".. شقيقان فلسطينيان يقضيان تحت التعذيب في سجون الأسد

بعد أربع سنوات من اعتقالهما

قضى شقيقان فلسطينيان من مخيم "اليرموك" تحت التعذيب في سجون الأسد بعد أربع سنوات من اعتقالهما، وكانت مخابرات النظام قد اعتقلت الشقيقين "محمود ووافي أمارة"، وهما ينحدران من بلدة "كفر كنا" بالناصرة الفلسطينية، ومن سكان مخيم "اليرموك" في أيلول سبتمبر/2014 ليقضيا تحت التعذيب، وينضما إلى شقيقهما الشهيد "أبو ضياء إمارة" الذي قتل على يد تنظيم "الدولة" في حي "التضامن" بتاريخ 26/7/2014. 

وروى مصدر، فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن الشهيدين "أمارة" ينتميان لعائلة مؤلفة من أب وأم و8 أبناء هم 5 شبان و3 بنات، وكان رب الأسرة كما يقول محدثنا- يعمل مع أبنائه في نجارة الباطون، ومع بداية الحرب قرر الشقيقان "وافي" و"محمود" أن يخرجا من "اليرموك" مع عائلتيهما.

وتابع محدثنا أن شقيقه "محمود" كان ينتظر شقيقه "وافي" ليقطر له سيارته المعطلة عند "نهر عيشة" وعند وصوله مع رفيق له فوجئوا بدورية تابعة لـ"فرع المنطقة" تطلب بطاقاتهم الشخصية ليتم اعتقالهم فوراً بعد أن تم ترك الشاب الذي كان معهم.

وبدأت رحلة معاناة العائلة بحثاً عن مكان أو ظروف اعتقالهما، وكان ضباط الفروع و"سماسرة الموت" -كما يصفهم محدثنا- يطلبون مبالغ خيالية لإخراجهما أو مجرد معرفة مكان اعتقالهما.

وبعد سنة من اعتقال "محمود" و"وافي" قتل شقيقهما الناشط الإغاثي "أحمد أبو ضياء" اغتيالاً على يد تنظيم "الدولة" في "يلدا" جنوب دمشق.

وكشف محدثنا أن والدة الشبان فقدت بصرها حزناً عليهم لتموت قهراً بعد ذلك.

وبعد معاناة شاقة تمكنت عائلة المعتقليْن من زيارة "وافي أمارة" في سجن "صيدنايا" بعد دفع مبالغ طائلة، وكان في وضع صحي ونفسي صعب حتى أنه -حسب المصدر- طلب من زواره عدم تكرار الزيارة، أما "محمود"، فلم يتم التوصل إلى مكان اعتقاله.

وأردف أن عائلة الشهيدين علمت من معتقل سابق أُفرج عنه أن "وافي" أصيب بالسل داخل المعتقل، وكان بحالة سيئة للغاية ويشرف على الموت، كما أبلغ معتقل آخر كان مع "محمود" أنه أصيب بمرض السكري وكانت حالته صعبة في سجن "صيدنايا".

وحاولت العائلة فعل أي شيء لإنقاذهما دون جدوى لتتبلّغ منذ أيام باستشهادهما تحت التعذيب وتم تسليمها شهادة الوفاة والتاريخ دون تسليم جثتيهما كحال آلاف المعتقلين الفلسطينيين والسوريين الذين قضوا تحت التعذيب بعد أن وجه النظام لهما تهمة لا أساس لها من الواقع وهي تمويل الإرهاب والقتل والخيانة، مشيراً إلى أن الشقيقين لا علاقة لهما بشيء ولم يشاركا في الثورة.

ولفت المصدر إلى أن الشقيقين "محمود" و"وافي" كانا يعيلان زوجة أخيهما "محمد" وأولادها الثلاثة وشقيقتها التي استشهد زوجها في استعصاء سجن "صيدنايا" قبل الحرب، وهي أم لأربعة أطفال وشقيقتهما التي استشهد زوجها أثناء الحرب في مخيم "اليرموك" بقذيفة وهي أم لثلاثة أطفال. 

وكانت "زمان الوصل" قد نشرت منذ أشهر لائحة بأسماء نحو 8 آلاف من ضحايا التعذيب في معتقلات النظام السوري، بينهم أسماء فلسطينيين وسوريين موزعين على كل المحافظات السورية، ومزودة بالتواريخ التي تم فيها الإعلان عن "وفاتهم" عند أو أثناء اعتقالهم، إما عبر تعذيبهم حتى الموت، أو إعدامهم خارج نطاق القانون.

ووثقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" قضاء 3909 فلسطينيين جراء الحرب من بينهم 563 قضوا تحت التعذيب في سجون النظام بينهم نساء وأطفال و(1682) لا زال مصيرهم مجهولاً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(164)    هل أعجبتك المقالة (187)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي