أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد أن تحولت إلى حقل تجارب في تركيا.. طفلة سورية مهددة بفقدان البصر

الطفلة "جنى"

تعاني الطفلة السورية "جنى قنيفدي" من عيبٍ خُلقي في عينها اليمنى منذ الولادة وتفاقمت أوضاعها الصحية نتيجة التأخر في علاجها، فبعد أن كانت تعاني من غياب قزحي وانزياح للعدسات من مكانها أصيبت بتلف لـ 70 % من أعصاب العين نتيجة ارتفاع ضغطها الذي وصل إلى 32 ملليمتر زئبقي وهي بحاجة ماسة الآن لعملية عاجلة، وإذا لم تجر العملية خلال شهرين ستفقد الطفلة ذات السنوات التسع بصرها وخصوصاً أن عائلتها عاجزة عن توفير التكاليف اللازمة بسبب ظروف اللجوء القاسية. 

وروى والد الطفلة "سعد قنيفدي" لـ"زمان الوصل" أن رحلة علاج طفلته بدأت منذ ولادتها في مدينة اللاذقية عام 2007 وتم تحويلها إلى دمشق عام 2011 وبعد تحديد موعد العملية اللازمة التي كانت مقررة في المشفى الكويتي بإشراف الدكتور "خالد الخالد" فوجئ بأنه مطلوب للأمن العسكري في حمص، ولم يتمكن من أخذ طفلته إلى دمشق بل هرب مع عائلته إلى تركيا، وهناك -كما يؤكد- رفضت المشافي التركية الحكومية زرع قزحية لها، لكن حالة الطفلة كانت مستقرة نوعاً ما آنذاك.

وأردف أن حالتها تدهورت بعد ذلك وأصبح لديها مضاعفات مجهولة السبب، وبعد متابعة لمدة ثلاثة أشهر تم تحويل جنى إلى مشفى "الانشترما الجامعي" بأنطاكيا وبعد متابعة لمدة شهر اشتبه الأطباء بإصابتها بسرطان في الكليتين، ولكن الخزعات والتحاليل بيّنت خلوها من هذا المرض الخبيث إذ تبين -حسب محدثتنا- أن تورم الكليتين وغياب القزحية والعدسات يعودان لارتفاع الضغط المزمن، وأكد الأطباء ضرورة إجراء عملية خلال شهرين كأقصى حد.

ومضى محدثنا راوياً رحلة معاناته في علاج ابنته حيث تم تحويلها إلى قسم العيون في مشفى "يارجلا" بمدينة "أضنة"، فطلبوا منه مبلغ 7 آلاف دولار لإجراء العملية وبعد عودته إلى انطاكيا بدأ بالبحث عن سبل علاج جديدة لطفلته.

ولفت "قنيفدي" إلى أنه تواصل مع طبيب سوري يعمل في أحد المشافي الخاصة الذي خفض المبلغ إلى 4 آلاف دولار، وتابع أنه دفع مبلغ 2500 دولار تمكن من استدانتها لشراء القزحية التي سيتم جلبها من هولندا، واتصلت إدارة المشفى به بعد شهر ونصف وتم تحديد موعد العملية، وبعد إدخال الطفلة إلى غرفة التخدير في اليوم التالي فوجئ بأن الدكتور المكلف بإجراء العملية لها ليس في تركيا وإنما ذهب إلى سوريا، فاستغل الكادر الطبي الفرصة وأجروا العملية الجراحية كونها معقدة جداً ولا تحتمل التأخير وخرجت الطفلة من غرفة العمليات والدماء تملأ عينها دون أن يتم تنظيفها كما يتطلب الواجب المهني.

وتابع محدثنا أن طفلته دخلت بعدها في غيبوبة فأخذها إلى أحد الأطباء السوريين الذي قال له إن التهاب العملية أدى إلى التهاب في الدماغ وطلب منه أخذها إلى أحد المشافي الحكومية ليتولوا حالتها، وأضاف الوالد المنكوب أنه نقل طفلته إلى مشفى خاص ولدى الكشف عنها قال له الطبيب إنها بحاجة لعملية وإذا استجابت للعلاج ستبقى في العناية المركزة لمدة 12 يوم وتكاليف العلاج والعملية 4 آلاف دولار وإذا قبل بدخول طفلته فلن يستطيع إخراجها حتى يتم علاجها كاملاً.

وأضاف "قنيفدي" بنبرة مؤثرة أنه قبل بشروط المشفى مرغماً دون أن يكون لديه أكثر من 100 ليرة تركية من المبلغ المطلوب، وتم تصوير الطفلة بالرنين المغناطيسي والطبق المحوري، ولم يتبين شيء، وحينها -حسب قوله- قرر الطبيب المعالج أخذ خزعة من النخاع الشوكي للتأكد من عدم وجود حالة سحايا فكانت المفاجأة أنها خالية من أي مرض، وأن مضاعفات ما جرى لها كان بسبب ارتفاع ضغط العين التي أجريت لها عملية وأن فقدانها للبصر بسبب غيابها عن الوعي.

و-حسب الموسوعات الطبية- تحتفظ العين بمعدل ضغط ثابت فوق مستوى الضغط الجوي يتراوح ما بين 10 –20 ملليمتر زئبق، وهذا المستوى من الضغط يضمن أداء العين لوظيفتها على أكمل وجه، كما يساعد على وصول الغذاء من الشعيرات الدموية إلى أنسجة العين الحساسة.

وكشف محدثنا أن طبيب الأطفال في المشفى طلب إيقاف جميع حالات العلاج حتى يتم إنزال ضغط العين مضيفاً أن طفلته استردت عافيتها وتم تخريجها من المشفى وبدأ طبيب العينية بمتابعة حالتها، لافتاً إلى أن المشفى الذي كانت تعالج فيه لا زال يطالبه بمبلغ 2500 دولار بقية تكاليف العمليات عديمة الفائدة التي أُجريت لها وهي الآن مهددة بفقدان البصر بشكل تام إن لم يتم علاجها خلال أسبوعين ويتطلب علاجها المساهمة المالية في نفقات العملية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(180)    هل أعجبتك المقالة (182)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي