لم تكد تمضي سوى أيام قليلة على احتفاء وزارة نقل النظام وإعلامه بما اعتبراه "نصرا مبينا"، حتى توضحت معالم هذا "النصر" مع اكتشاف أطنان من الحشيش المخدر وملايين من حبوب "الكبتاجون" على متن إحدى السفن التي ترفع علم النظام، واسمها "نوكا".
فقد اعترضت قوات من خفر السواحل اليونانية بمساعدة"فرونتكس" (الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود) سفينة "نوكا" في عرض بحر إيجة خلال الأسبوع الماضي، بعد الاشتباه بحمولتها، ولدى تفتيش هذه الحمولة تبين أنها ليست سوى غطاء لتهريب أطنان من الحشيش (ما يفوق 6 أطنان)، فضلا عن 3 ملايين حبة "كبتاغون".
وتم إخفاء الشحنة الكبيرة من المخدرات بين حمولة من القهوة والتوابل ونشارة الخشب، واستحوذت المخدارت على مساحة 8 حاويات (من أصل 18 حاوية)، بينما قُدر ثمن الشحنة بنحو 100 مليون يورو، وكان من المفترض أن تفرّغ في إحدى الموانئ الليبية.
وقد جرى إيقاف وتفتيش طاقم السفينة البالغ 12 شخصا، كلهم سوريون باستثناء شخص هندي، لكنهم أنكروا علمهم بشحنة المخدرات رغم ضخامتها.
وكانت وزارة نقل النظام قد احتفت يوم السابع من الشهر الجاري، بما سمته "رفرفة العلم السوري على السفينة السادسة "نوكا"، وتباشير واعدة بإقبال القباطنة ومالكي السفن على التسجيل تحت راية الوطن".
وأكدت وزارة النقل أن "نوكا" هي السفينة السادسة من نوعها التي تسجل تحت "العلم السوري"، منوهة بأن ملكيتها تعود إلى القطاع الخاص، دون أن تكشف عن اسم مالكها، الذي يفترض أن يكون من حيتان المال وداعمي النظام.
بل إن وزارة النقل حثت على تنشيط تسجيل السفن تحت علم النظام، لما يمثله من "إغناء للخزينة العامة بملايين الدولارات سنويا".
ومن شأن فضيحة شحنة المخدرات على متن سفينة ترفع علم النظام وانطلقت من إحدى موانئه (اللاذقية).. من شأنها أن تعطل أيضا "فرحة" وزارة نقل النظام ووزيرها "حمود"، بما سمته "العلامة الفارقة" إثر قبول "سوريا على اللائحة البيضاء للمنظمة البحرية الدولية في لندن".

*تاريخ "نوكا"
*منذ 2018، باتت سفينة "نوكا" ترفع علم النظام، بعد أن كانت تسير تحت علم "سان كيتس" كأغلب السفن السورية التي تختار أعلام دول "منسية" للسير في ظله، مفضلة إياه على "علم سوريا".
*تحمل "نوكا" رقم التسجيل "7703015"، وهي سفينة متهالكة عمليا كحال أغلب السفن التي تبحر باسم النظام، حيث تعود سنة صنعها إلى 40 عاما خلت.
*"نوكا" ليست سفينة جديدة كما أراد النظام وإعلامه الإيحاء، فهي مجرد سفينة قديمة جرى طلاؤها وتغيير اسمها، أسوة بالخطوات التي درج النظام على اتباعها في تغيير أسماء السفن وألوانها، لا أكثر.
*كان اسم "نوكا" حتى العام الجاري هو "علا"، وقد حملت الاسم الأخير منذ عام 2011 حتى 2018، وقبله كانت تحمل اسم "أنس" الذي ظل ملتصقا بها منذ سنة 2002 حتى 2011.
*تبلغ الحمولة الإجمالية لـ"نوكا" 1952 طن، وطولها الإجمالي 82 متر، بينما عرضها 14 متر.
*في أول رحلة لها بعد تسجيلها في قيود النظام وتحت علمه، توجهت "نوكا" من ميناء اللاذقية (الذي تحكم مخابرات النظام قبضتها عليه) نحو اليونان، حيث تم اكتشاف حمولة ضخمة من المخدرات على متنها، ما يرجح حد اليقين أن الحمولة لم تكن سوى للنظام نفسه أو لمليشيا "حزب الله" التي باتت سوريا مسرحا لعبور مخدراتها، بعد أن اخترقت هذه المليشيا كثيرا من مفاصل النظام وسيطرت عليها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية