أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"تل أبيض" نقطة الانطلاق الأبرز لعملية شرق الفرات

تمّ تجهيز 14 ألف مقاتل من (الجيش الحر) لخوض العملية - الأناضول

ازداد النشاط العسكري "التركي" بشكلٍ ملحوظ على الحدود السورية- التركية، خلال اليومين الماضيين، وذلك بالتزامن مع أعلنه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خلال مؤتمر صحفي، عقده الأربعاء الفائت، وقال فيه إن "تركيا ستبدأ حملتها لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام"، حسب وصفه.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "يني شفق" التركية أمس الخميس، فإنه "تمّ تجهيز 14 ألف مقاتل من (الجيش الحر) لخوض العملية، بالعتاد الكامل من ذخائر ومعدات وأسلحة، وطلب منهم أن يكونوا جاهزين للعملية".

في السياق ذاته قال الرائد "يوسف حمود" الناطق العسكري باسم "الجيش الوطني" في تصريح خاص لـ "زمان الوصل"، إن أعداد عناصر المقاومة السورية المشاركين بالعملية العسكرية شرق الفرات ستكون كافية، وبمشاركة من جميع فيالق "الجيش الوطني" الذي تشكل قبل نحو عام من الآن، كما أن العملية العسكرية ستتغير تبعاً لتطورات ومتطلبات المعارك على الأرض.

وأضاف "تأتي مشاركة (الجيش الوطني) في العملية العسكرية إلى جانب (الأتراك) ضمن إطار الأهداف العسكرية التي حددتها قيادة الجيش، سواءً كانت تتبع للنظام السوري، أو التنظيمات الراديكالية المتطرفة من تنظيم "الدولة الإسلامية"، والفصائل الكردية الانفصالية، لذلك فإن انطلاق أي معركة ضد أحد هذه المكونات هي معركة الجيش قبل أن تكون معركة الآخرين".

حول المناطق التي ستشملها العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات، أوضح "حمود" أن عدد النّقاط المستهدفة يصل إلى نحو 150 نقطة، وتتركز على ثلاثة مراكز وهي مدن (منبج، تل أبيض، رأس العين).

وأشار "حمود" إلى عدم وجود مخاوف من حدوث أي احتكاك بالقوات "الأمريكية" المتواجدة في شرق الفرات، واعتبر في الوقت نفسه أن لا مبررات لوجود نقاط مراقبة "أمريكية"، وفي حال وُجِدت يشترط ألا تؤثر على سير المعارك من جهة، أو يتم استمرار دعم وإمداد المنظمات الانفصالية الكردية، لأن العملية العسكرية محسومة ولا مجال للتراجع عنها، حسب وصفه.

* تل أبيض: نقطة الانطلاق الأبرز
تشير كافة المعطيات إلى أن منطقة "تل أبيض"، ستشكل النقطة الأولى لانطلاق المعركة شرقي الفرات، وذلك لعدّة أسباب منها: الموقع الاستراتيجي الهام الذي تتحلى به المدينة، ووجود معبر "تل أبيض" الشهير فيها، بالإضافة إلى أنها تتشابه إلى حدٍ كبير مع مدينة "أقجة قلعة" المقابلة لها في تركيا، إذ ترتبط كلا المدينتين بعلاقات أسرية متداخلة ومتينة فيما بينها، مع العلم أن العرب يُشكلون الغالبية العظمى من سكان المدينة، ناهيك عن وجود أعداد قليلة من (الأرمن، التركمان، الكرد) فيها.

وأشار أحد قادة المقاومة المتواجدين حالياً في "تركيا"، إلى أن القيادة العسكرية التركية تدرك أهمية "تل أبيض"، لما تحظى به من موقع جغرافي هام، فضلاً عن كونها تمثل أحد أبرز المعابر التي تربط مدينة "عين العرب/ كوباني" بـ "القامشلي".

وأضاف القائد، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" قائلاً "تشكل السيطرة على مدينة (تل أبيض) خطوة متقدّمة نحو تقسيم مناطق شرق الفرات التي تتحصن فيها الجماعات الكردية الانفصالية المتواجدة في المنطقة، وبالتالي عزل مدينة (عين العرب) عن مدينة (القامشلي) والمناطق الأخرى التي بحوزة تلك التنظيمات في ريف (الحسكة)".

تعدّ العملية العسكرية شرق الفرات جزءًا من الاستراتيجية العسكرية التركية للتعامل مع الأحزاب الكردية الانفصالية التي باتت تهدد الأمن القومي التركي، وهنا لفت القائد ذاته إلى أن العملية العسكرية شرق الفرات هي بمثابة مرحلة مكملة لعمليتي (درع الفرات، غصن الزيتون)، وتهدف إلى إنهاء طموحات وأحلام "حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)" بتوسيع دائرة نفوذه وبناء كيان كردي انفصالي يمتد على طول الشريط السوري- التركي من البحر المتوسط ووصولاً إلى الأراضي العراقية.

وختم بالقول "تتمتع مدينة (تل أبيض) بأهمية كبيرة لدى الأحزاب الكردية الانفصالية، كذلك يُشكل وقوعها تحت سيطرة (الأتراك) تهديداً مباشراً لمدينة (عين العرب/ كوباني) ذات الغالبية الكردية والرمزية الكبيرة لما يسمى إقليم (روج آفا)، وعليه فإن عناصر الميليشيات الكردية ستنسحب من مدينة (منبج) دون قتال حال بدء العملية العسكرية"، وفق تعبيره.

زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي