أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هيكل وإعلامنا المهلهل .... حسن بلال التل

لا الوم هيكل في ما قال او فعل هذه المرة كما لم ألمه سابقا ولن ألومه لاحقا، وايضا لا ألوم من ورائه الجزيرة ومن وراءها، ففي لعبة الاعلام والاعلان لا يوجد ما يعرف بالدعاية السيئة فلو فرّغنا كل اثير الاذاعات والفضائيات الاردنية وكل صفحات صحفها للردح لهيكل وشتم الجزيرة فلن نفعل شيئا سوى ان نخدمهم بالمزيد من الاعلام والاعلان والانتشار، وبأن نعطي لهذه الاتهامات والاقاويل وزنا وقيمة حولتها من مجرد محاولات عجوز خرف لان يتشبث ببقايا شهرة افلت، ويحاول بأي طريقة ان يبقى لنفسه مقعدا على محطة فضائية تؤمن له دخلا وراتبا، الى قضية دولية وحرب شعواء جعلنا فيها من هيكل ندا وقرينا لدولة وشعب، وهذا بالضبط ما يريد، وهذا بالضبط ما يفعله كلما أفل نجمه وقاربت الجزيرة من الغاء برنامجه.

الجزيرة التي لا تزيد على كونها محطة تلفزيونية ضمن مئات من المحطات العربية والالاف من المحطات العالمية، وهي محطة مذ نشأت وحتى الآن مشكوك بها وبتوجهاتها وليس بعيدا ذلك اليوم الذي كانت فيه الجزيرة بوقا اسرائيليا، ولاتزال الجزيرة اول محطة عربية فتحت هواءها للصهاينة، ولاتزال تحتفظ بالرقم القياسي لعدد المرات التي استضافت به سياسيين وعسكريين صهاينة وفتحت لهم الهواء ليقولوا ما يشاؤون و يعبروا عن وجهات نظرهم بكل حرية وموضوعية .

وهيكل معروف بأنه "تاجر أكفان" يدور حيث تدور مصلحته، وقصائد الكبير احمد فؤاد نجم والراحل نجيب سرور في التهكم بهيكل وانقلاباته لا تزال حية شاهدة على انقلاباته وتقلباته.

فلا احد ينسى كيف انه بمجرد وفاة الملك فهد عاهل السعودية وقبل ان يبرد جسده خرج هيكل بحلقة لم يبق فيها قليلا ولا كثيرا الا وقاله عن الرجل حيث تبين ان الجماعة في السعودية وفي غمرة التغيرات والتبديلات قد نسوا معلوم العم حسنين الذي وبمجرد ان قبض، بلع لسانه وسكت، بل بلغ به الحال ان اخرج نفسه تماما من نزاعات قطر والسعودية -على كثرتها وهيمنتها على الانباء في كثير من الاحيان- حتى يبقى نهر الكاش متدفقا من الناحيتين، وهذا حال الكثيرين من أمثاله ولا اظن أن من مستغرب القول اننا في الاردن مثل غيرنا اتبعنا مثل هذه السياسة مع هيكل نفسه وامثال من باب ((اطعم الثم تستحي العين او اطعم الكلب ترتاح من عواه)) ، لكن يبدو ان جماعتنا ايضا يكثرون من نسيان هيكل واشباهه، سواء من المتصدرين للفضائيات العربية، او مترأسي الصحف الصادرة في مدينة الضباب، او الملعلعين عبر أثير الاذاعات من على شواطئ الريفييرا الاسبانية، او السواحل الامريكية.

وعلى فرض اننا اصبحنا نترفع عن مثل هذه السياسات فليس أقل من الرد الحقيقي الحاسم لا ردود الجعجعة و (المفاقعة) بلا طائل والتي لا تخدم الا الطرف الاخر وتضعنا دولة وشعبا في مقام المتهم المدان الذي يحاول ان يثبت يائسا براءته، وتجعل من اشياء واشباه رجال وشركات تجارية ندا لوطن وشعب وتاريخ والاف مؤلفة من الشهداء، ويكفينا ان نقارن بين ما كان يحدث في العهد الناصري الذي وطوال سنوات جند كل الاعلام المصري للردح للاردن وكيف كنا نلجمه في كل مرة رغم ان الآلة الاعلامية الاردنية لم تكن تجاوز صحيفتين يوميتين واسبوعية واحدة واذاعة مكونة من غرفتين، وبين الوضع الحالي حيث عندنا قرابة الخمسين صحيفة وعشرات الاذاعات ومحطات التلفزة ورغم ذلك فاقصى ما استطعناه هو ان نقيم مهرجانا خطابيا مهزوزا لم يتمكن حتى رعاته والقائمون عليه من اتمام جملة واحدة بلا تلعثم وعشرات الاخطاء، رغم ان المسألة كلها لا تستحق اكثر من اجتماع مصغر لبعض الاعلاميين الكبار القدامى ممن خاضوا معارك الوطن على مختلف الصعد ليخرجوا بعد ساعتين برد كاف لينفي الجزيرة بما فيها ومن فيها من على وجه هذه البسيطة لا هيكل وحده، لكن هذا كان عندما كان هناك اعلام دولة ورجالات دولة لا اعلام حكومات وصحفيي واعلاميي حكومات، بل وحتى صحفا وصحفيين واعلاميين يعملون لحساب فلان وعلان.

المهزلة التي بدأت منذ اسبوعين ولا تزال مستمرة يجب ان تنتهي وبسرعة طالما اننا لانزال نحتفظ بشيء من ماء الوجه، وبعد ذلك يجب ان تجمع الدولة رجالها الحقيقيين لا المستوزرين والباحثين عن الكراسي والمنابر وطالبي الرضى والقرب، لتخرج باستراتيجية فاعلة وسريعة اولا، لا للرد على هيكل او الجزيرة وسواهم بل ببساطة لانهاء وجودهم والقضاء على مصداقيتهم المهلهلة اصلا، وثانيا لوضع استراتيجية حقيقية للاعلام الاردني تمنع حدوث مثل هذه المهازل، وتقطع دابر القائم منها، قبل ان تطلع علينا شمس يوم نجد فيه كلاب الشرق والغرب تطعن في صميم كياننا وتدنس دم شهدائنا بالتعاون مع اعداء الداخل المتزيين في زي الاخوة والاهل والاصدقاء، قبل اعداء الخارج

(96)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي