شوه نظام الأسد كل شيء في سوريا تقريبا، شوه صور كثير من المهن والعاملين في قطاعات مختلفة، لكن أكثر من لحق التشويه صورته هو "شرطي السير"، الذي يعرفه البعض بلقب "أبو 25" أكثر مما يعرفه بلقبه المهني، لكثرة ما وظف النظام في هذا السلك من ضعاف النفوس الذين غطوا على أصحاب النزاهة، وكان همهم الأوحد تقاضي الرشوات، وليذهب كل قانون السير ومخالفاته إلى الجحيم.
أمس، أعاد النظام شرطة مروره إلى "دوما"، كبرى مدن الغوطة المدمرة، فعاد "أبو 25"، ولكن بعدما فقدت الـ25 ليرة قيمتها نهائيا (كانت تعادل نصف دولار)، وبات أقل مبلغ "مقبول" لتقدمته كرشوة هو 500 ليرة، أي ما يزيد قليلا على دولار واحد.
غاب "أبو 25" عن دوما وعموم الغوطة سنوات طويلة، كانت فيها المنطقة خارج قبضة النظام، لكنه عاد (أو أعيد) بسرعة أكبر من عودة إلى شيء آخر ضروريا، بل حتى قبل عودة الإسفلت إلى كثير من الشوارع "المحفرة" والمدمرة أو المشبعة بالأتربة والأنقاض.
عاد "أبو25" ليعيد معه صورة نظام بني على الفساد، وقاوم كل عوامل الإصلاح والتطور، حتى بات مضرب مثل في "المقاومة".. عاد "أبو25" ليقول لكل سوري إن "الأسد باق" ما بقي الفساد والتسلط، وما بقي القانون مداسا تحت نعل الواسطة والمال.


إيثار عبدالحق – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية