أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سوريا الأسد اليوم.. قمر صناعي ويوم للمخطوفين

أرشيف

كل يوم تقريبا هناك "مفاجأة" مذهلة في "سوريا الأسد"، واليوم ليس استثناء، غير إنه يحمل "مفاجأتين" دفعة واحدة، وهو ما يستدعي من "المواطن" قدرة عالية جدا لتحمل "وقع" الخبرين ومحاذرة أن يفقد حياته من هولهما، انطلاقا من المثل السوري الشائع "ضربتين على الراس بيقتلوا".

أما الخبر الأول، فهو عزم النظام و"تخطيطه" لإطلاق قمر صناعي سوري، "أسوة بالدول العربية الأخرى"، كما صرح بذلك "وزير الاتّصالات والتّقانة"، إياد الخطيب.

لابل إن "الخطيب" الذي يحارب نظامه العلم ويعاند التطور منذ 5 عقود، قال إن "سوريا تستحق أن يكون لها دور في مجال أبحاث الفضاء"، وإنه يجب وضع "خريطة الطريق اللازمة ليكون لسوريا برنامجها الفضائي".

والحقيقة إن "سوريا الأسد" التي عجزت لنحو 40 سنة عن إكساء مبنى ضخم في وسط دمشق (مجمع يبلغا)، والتي لا يتعدى عدد طائرات "أسطولها" المدني أصابع اليد الواحدة، وكلها متهالكة عمرا وشكلا، والتي صبر أهالي مدنها الكبرى عشرات السنوات ليكحلوا عيونهم بـ"باصات صينية"، يمكن لأي رجل أعمال في العالم أن يستوردها خلال شهور، والتي ينتقل فيها الناس بوسائط نقل "سرافيس" لا تلبي أدنى متطلبات الإنسانية، والتي تجتر الحديث عن "مترو دمشق" منذ عشرات السنين، دون أن تضع في المشروع "برغي" واحد، والتي تأتي أجهزة مخابراتها في المرتبة الأولى قمعا وتوحشا، بينما تخرج كل جامعاتها من التصنيف لعدم توافقها مع أقل المعايير المطلوبة، والتي يقبع إعلامها في أحط المراتب من حيث الصدق والحرية والشفافية و.... "سوريا الأسد" هذه تفكر جديا بإطلاق قمر صناعي بل هي "جديرة" به، ولكن "أسوة بالدول العربية الأخرى"، أي من منطلق "الغيرة" الصبيانية، وليس من منطلق أن سوريا صاحبة رصيد من الكفاءات العلمية، إما "طفشت" خارج البلد فأبدعت، أو قررت البقاء فيه فتم "تجميدها" وخنقها في وظائف إدارية.

*مفقود
"المفاجأة" الثانية لاتقل عيارا عن الأولى، فبعد نحو مليون ضحية و نصف مليون وأكثر بين معتقل ومغيب وعشرا الملايين من المهجرين داخل وخارج البلاد، تفتقت "ذهنية" فئة من موالي النظام للمطالبة بتخصيص يوم لـ"المفقود السوري"، اقترحوا أن يكون تاريخه متوافقا مع "الذكرى الخامسة" لانهيار ثكنة النظام في "مشفى الكندي"، بحلب بتاريخ 20/12/2013.

ولأن مصير بعض من كانوا في هذه الثكنة العسكرية ما يزال "مجهولا" فإن النظام وذويهم يعدونهم بين "المفقودين"، وهو ما استدعى أن "تكرّم ذكراهم" عبر تسمية يوم لـ"المفقود السوري" يوافق تاريخ انقطاع أخبارهم.

تصوروا.. مجرد تصور، إن النظام وحاضنته التي تورطت أو أيدت جرائمه في ميدان الاعتقال والخطف والتغييب، بحجة "محاربة المؤامرة الكونية"، هم أنفسهم رعاة فكرة "يوم المفقود السوري".. "يوم" يبدو أن معاييره ومواصفاته، ستخضع كالمعتاد لـ"اختبار الوطنية" الذي يحدد أسئلته ويصحح أجوبته ويمنح "علاماته" ضباط مخابرات النظام، ومن هنا فليس غريبا أن يكون "المفقود السوري" الحقيقي مطرودا من هذا "الفردوس" الذي أنشأه النظام على مقاس "مفقوديه" لا أكثر.

زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي