دكتوراه في الإعلام - فرنسا
أسعدنا خبر وصول السيد الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة، مكللاً بالتحدي لقوى الإجرام الصهيوني الأمريكي.
وقد دأب الرئيس البشير على تحدي قوى الاستعمار منذ زمن طويل، وهو الرئيس الذي طردت بلاده السفير الدانمركي دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الرئيس الذي أرسل قوافل السلاح دفاعاً عن غزة وفلسطين.
لا شك أننا سعدنا بزيارات الرئيس البشير إلى مصر وليبيا وغيرها في الأيام الماضية ولكن زيارته لقطر كانت مختلفة تماماً، فهي لحضور القمة العربية التي ستناقش موقفاً عربياً من المحكمة الجنائية ومن قرارها الجائر بحق الرئيس البشير.
يحدونا الأمل، أن تكون هذه القمة قمة رجولة وتحد وكبرياء، لكل التعسف الذي تبديه قوى الإرهاب الغربي ضد العرب والمسلمين.
ولا ريب أننا نأمل أن تعلن الدول العربية موقفاً موحداً من تلك المحكمة القذرة، وتعلن موقفاً يساند الرئيس البشير ويؤكد مساندة السودان التامة مع في مواجهة هذا الاعتداء الخطير على سيادته.
بالطبع، فإن كثيراً من العرب والمسلمين لا يعول على هذه القمة، ولا يتعب نفسه بمتابعة أخبارها، فالقمم العربية لم تكن يوماً ذات معنى ولم يتمخض عنها إلا المصائب والشرور، ومن يستطيع أن ينس، على سبيل المثال لا الحصر، قمة القاهرة التي شرعنت الاعتداء على العراق واحتلاله.
ولكن ومع كل هذا، فإننا نأمل أن يقف القادة العرب موقفاً شريفاً وشهماً مع السودان، بحيث يتم صراحة رفض قرار الجنائية ورفض التعامل معها وعدم الاعتراف بشرعيتها أصلاً.
وسيكون أعلى عند الله وعند الناس لو تعلن حكوماتنا انسحابها من مجلس الأمن ومن عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة المشغولة إما بإرضاء الصهاينة أو تعزيز شذوذ الشواذ ونشر الرذيلة في العالم.
ليس للعرب اليوم أي حجة كي يتعاملوا مع الجناية الدولية التي تغض الطرف عن مقتل آلاف الفلسطينيين والعراقيين كل يوم، بينما تتهم السودان بالاعتداء على السودانيين! أي حجة للزعماء العرب أمام شعوبهم، وهم يرون أن الجنائية قد غضت الطرف عن بيريز وباراك وبوش قاتل الأطفال في العراق وأفغانستان، بينما لا ينام الأجير أوكامبو ليقدم الرئيس البشير للمحاكمة والتهمة أنه يقول ربي الله.
وأي حجة لدى الزعماء العرب، ليبقوا تبعة للجمعية العامة ومجلس الأمن، وقد رأوا ما فعلت هذه الهيئات منذ العام ثمانية وأربعين من تغطية اعتداءات الصهاينة على الأرض العربية وقهر العرب والمسلمين أينما وجدوا، بينما لم تعط للعرب أي حق من حقوقهم الواضحة كعين الشمس.
فرصة تاريخية أمام قطر الدولة الصغيرة ذات الأثر الواضح في السياسة العربية والإقليمية، لتثبت أن لها وزناً أكبر من حجمها، فتخرج قمتها بقرارات ترضي الشارع العربي المتعطش لموقف رجولة واحد.
وفرصة لهذه القمة أن تصدر بقرارات تاريخية غير مسبوقة، فالرئيس المصري غير موجود فيها، وهذا بحد ذاته مؤشر حسن، فعلى قطر وعلى الزعماء العرب استغلال هذه القمة بعقد مصالحة عربية ثابتة مستمرة، يكون من نتيجتها الوقوف مع فلسطين والعراق والسودان والدفاع عن القضايا العربية كافة.
حمداً لله أن الرئيس المصري لن يحضر هذه القمة فغيابه عنها يوحي على الفور أن القمة ماشية في طريقها الصحيح، ولعل الأحلام تتحقق ونسمع غداً قرارات تهز الوجدان وتنشر الحرارة في أجسادنا الباردة.
نحن لا نطلب الكثير من قمة قطر، بل الحد الأدنى الذي يحفظ كرامتنا ويدغدغ أمانينا: موقف قوي وموحد مع السودان، رفض قاطع للاحتلال الأمريكي للعراق والشروع في مجابهته، واتحاد في وجه الصهاينة الذين يعربدون في منطقتنا العربية.
بدأت القمة بخبرين جميلين دافئين حضور الرئيس البشير، وغياب حسني مبارك عنها، ولعل صباح الغد يحمل لنا أخباراً أجمل ومواقف أعظم.
وأقول للقادة العرب يكفينا خوفاً وتبعية " وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية