أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تنسيب أطفال درعا لـ"طلائع البعث" في مدارس مدمرة وصور بشار سبقت الكتب

تجري مراسم انتساب الأطفال إلى "طلائع البعث" تحت إشراف فرع "حزب البعث"

من عادة نظام الأسد أن يحتفل عند كل خطب يمر به، فهو احتفل ويحتفل بعد حروبه الخاسرة مع إسرائيل، حتى عندما تنتهك الأخيرة سيادته وتقصف على مرمى حجر من قصره، يسوق قطعانه البشرية المنومة مغناطيسيا إلى الساحات العامة للرقص "والنخ"، على أهازيج النصر وتمجيد القائد.

ويوما بعد يوم، تزداد قناعة السوريين بأن النظام المتسلط على رقابهم وأمور حياتهم، منفصلا عن الواقع، فهو يحتفل بـ"الانتصارات" رغم أن غالبية المدن السورية مدمرة وأجزاء كبيرة من البلاد خارجة عن سيطرته، فالانتصار في عرفه يعني بقاء "القائد المفدى" في سدة الحكم، حتى ولو كان أكثر من نصف الشعب مشردا في بقاع الأرض.

ومؤخرا انشغلت وسائل إعلام نظام الأسد بـ"احتفالات" انتساب الأطفال إلى ما يسمى "طلائع البعث" في درعا، علما أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال لم ترمم مدارسهم بعد، وهي التي كانت لفترة طويلة هدفا لطائرات وصواريخ بطل الاحتفالات "المنتصر" على أشلاء شعبه وجماجم أطفالهم.

وتجري مراسم انتساب الأطفال إلى "طلائع البعث" تحت إشراف فرع "حزب البعث"، متنقلة من بلدة إلى أخرى، وهو ما اعتبره أهالي المنطقة عودة لسطوة الحزب، الذي يفترض أنه لم يعد "قائدا للدولة والمجتمع" كما كان قبل عام 2011.

وأفاد الناشط "أبو نورس الحوراني" بأن مهرجانات انتساب الأطفال لـ"طلائع البعث" تنقلت من مدراس مدينة درعا إلى المدن والبلدات مثل (داعل، والحراك، وطفس، واليادودة)، وحضرها ممثلون عن النظام في الحزب والجيش.

وتعتبر هذه التصرفات انتهاكا لحقوق الطفولة كما يرى المدرس "محمد سليم"، ففي الوقت الذي يفرح فيه أطفال العالم بمدارسهم، يذهب أطفال سوريا إلى مدارسهم كأنهم جنود متوجهون إلى ثكناتهم العسكرية.

وأكد المدرس لـ"زمان الوصل" على أن "مهرجانات طلائع البعث" تجري قبل أن يتم إصلاح المدارس، وأن صور بشار الأسد علقت على جدران الصفوف والقاعات قبل وصول الكتب. 

من جهته، لفت المرشد النفسي والتربوي "أحمد . ن" إلى أن هذه المرحلة يجب أن تكون للخبراء والأطباء النفسيين معالجة الأطفال من آثار الحرب التي عششت في قلوبهم وعقولهم، لا أن تقام لهم الخطب الرنانة والخرافات الحزبية البالية، بحضور الضباط الذين كانوا سببا في مآسي وشقاء وتشريد هؤلاء الأطفال مع أهاليهم في السنوات الماضية.

فيما اعتبر الصحفي "محمد العويد" بأن "الإشكالية تكمن في عدم قراءة أية ملامح للتغيير بعد سنوات دامية من أصغر تفصيل وصولا القناعات المترسخة وغير قابلة أصلا للنقاش".

وقال: "زج الصغار بمنظومة فكرية مغلقة كـ(طلائع البعث)، وبعدها (شبيبة الثورة)، ومن ثم (اتحاد الطلبة) مقدمات لشرح أوسع في مجتمع منهك أصلا.. والأصل لو كانت هذه الانغلاقات تفيد بشيء لم شهدنا كل ما عاناه السوري سابقا".

وشدد على أن "الخطورة برأيي مجددا فيما تحمله هذه الإجراءات من مضامين ترسخ وتؤكد أن لا تغير ينتظر بأي اتجاه بل تعزيز للدور السابق وبنفس الأدوات".




درعا - زمان الوصل
(135)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي