أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فرنسا.. يوم حاسم لـ"السترات الصفراء" ‏

تم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك في جميع أنحاء فرنسا

بدأ آلاف الفرنسيين بالاحتشاد في شوارع العاصمة باريس ومدن أخرى صباح اليوم السبت، ‏للاحتجاج على سياسات الرئيس "إيمانويل ماكرون" الاجتماعية، وعلى غلاء المعيشة.‏

ووسط هذا التوتر حشدت السلطات الآلاف من عناصر القوات الأمنية بسبب مخاوف من تكرار ‏أعمال العنف والشغب التي شهدتها باريس السبت الماضي، وهو سيناريو تسعى الحكومة ‏لتفاديه بأي ثمن، واصفة حركة الاحتجاج بأنها "وحش" خارج عن السيطرة‎.‎

وحذر وزير الداخلية "كريستوف كاستانير" الجمعة بأن "القوة ستبقى للقانون"، عارضا تدابير ‏أمنية "واسعة النطاق سيتم اتخاذها لهذه المناسبة، ومن ضمنها استخدام آليات مدرعة ‏لقوات الدرك قادرة على إزالة السواتر التي قد ينصبها المحتجون في العاصمة، كما حصل في ‏الأول من كانون الأول، في مشاهد انتشرت في جميع أنحاء العالم‎.‎

وتكرر السلطات التنفيذية أنها في حال التيقظ القصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلي بالروح ‏الجمهورية، وهي لا تخفي قلقها حيال مخاطر انزلاق الوضع ربما إلى ما يشبه التمرد‎.‎

وقال "كاستانير" إن "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه"، ‏واصفا بذلك حركة "السترات الصفراء" التي باشرها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديدا ‏بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، غير أنها باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات ‏وأخر المنضمين إليها طلاب الثانويات‎.‎

وتراجعت الحكومة عن فرض زيادة ضريبة على الوقود، وهو الإجراء الذي أشعل الأزمة ‏بالأساس، غير أن ذلك لم ينجح في وقف حركة لا قادة لها ولا هيكلية منظمة، تتطور خارج ‏الأطر المحددة‎.‎

وتم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك في جميع أنحاء فرنسا لتفادي تكرار مشاهد الأسبوع ‏الماضي من مواجهات تحت قوس النصر وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب ‏ودخان غازات مسيلة للدموع سعيا لتفريق "السترات الصفراء" ومرتكبي أعمال التخريب‎.‎

ووصف المدير العام للدرك الوطني "ريشار ليزوري" التدابير التي ستعتمد السبت بأنها "غير ‏مسبوقة‎".

وأكدت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن ستكون أكثر قدرة على الحركة للتجاوب "بشكل أكثر ‏فاعلية مع إستراتيجية المشاغبين القاضية بالتفرق والتحرك" لأن "كل المؤشرات تفيد بأن ‏عناصر راديكاليين سيحاولون التعبئة‎".

وتتحدث بعض الشعارات التي تطلَق على مواقع التواصل الاجتماعي، الوسيلة الرئيسية ‏لتنظيم تحركات "السترات الصفراء"، بشكل واضح عن تغيير للنظام أو عن رحيل الرئيس ‏‏"إيمانويل ماكرون" الذي ما زال يلزم الصمت حتى الآن، غير أنه من المفترض أن يلقي كلمة ‏حول هذه الأزمة الخطيرة مطلع الأسبوع المقبل‎.‎

وستكون باريس مشلولة اليوم السبت مع إغلاق "برج إيفل" ومتحفي "اللوفر" و"أورسي" ‏ومركز "بومبيدو" والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، كما سيطاول الإغلاق المقاطعات، فيما ينشر ‏جهاز الدولة وسائله بقوة‎.‎

زمان الوصل - رصد
(108)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي