أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الغوطة الشرقية.. غياب للخدمات وإهمال لأهالي القطاع الجنوبي

يجد الأهالي صعوبات بالغة في تأمين مستلزماتهم من الماء والكهرباء والخبز - رويترز

يعاني قطاع "المرج" جنوبي "الغوطة" الشرقية بريف دمشق، إهمالاً كبيراً من قبل حكومة النظام، يشمل قطاعات خدمية: صحية، وتعليمية، ومعيشية، في كثير من بلداته، الأمر الذي انعكس سلباً على الحياة العامة للأهالي وفرص استقرارهم مجدداً في المنطقة.

في هذا الشأن قال "نعيم الطويل" اسم مستعار لأحد أبناء بلدة "حران العواميد"، في تصريح خاص لصحيفة "زمان الوصل" إن معظم المراكز الصحية الواقعة في مدن وبلدات قطاع "المرج"، تعاني من ضعف واضح في التجهيزات وقلة في عدد الأطباء والكوادر الطبية المختصة، فيما تشهد المدارس اكتظاظاً طلابياً في الشعب الصفية، ونقصاً ملحوظاً بالكتب، فضلاً عن أن أعداد المعلمين والمعلمات تعتبر غير كافية مع ما تحتاجه المنطقة.

وأضاف: "تعتمد غالبية العائلات في المنطقة على بطاريات السيارات والشواحن الصغيرة لإنارة منازلها ليلاً؛ ذلك أن التيار الكهربائي يشهد انقطاعات دائمة ولفترات طويلة، ولا يبدو الحال أفضل مما هو عليه بالنسبة لمياه الشرب، إذ يضطر الأهالي إلى التزود بمياه الآبار التي سبق لهم حفرها في سنوات الحصار".

وأوضح أن قطاع "المرج" هو الأسوأ خدمياً مقارنةً مع بقية قطاعات "الغوطة" الشرقية، لأن البلديات والمجالس المحلية فيه لا تؤدي واجباتها بصورة جيدة اتجاه أبناء المنطقة، بسبب قلة الكوادر الفنية وضعف التمويل وعدم وجود خطط خدمية واضحة بما يخص تحسين الواقع الخدمي فيها.

وأشار "الطويل" إلى أن تقصير مؤسسات النظام وتراخيها عن تحقيق شروط معيشية أفضل لأهالي قطاع "المرج"، كان حافزاً لهم للقيام بمبادرات فردية محلية، الغاية منها تنظيف بعض الأحياء السكنية والشوارع، والأسواق من الركام والأنقاض.

بدوره أشار "ذياب حمو" أحد أبناء بلدة "بالا" إلى أنه وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن 7 أشهر من سيطرة النظام على كامل "الغوطة" الشرقية، إلا أن القسم الأكبر من أهلها يشعر بأنه ما يزال يعيش في حصار، لأن أحداً منهم لا يجرؤ على التذمر أو انتقاد تقصير الجهات المعنية خشية من التعرض للاعتقال.

وبينّ في حديثه لـ"زمان الوصل" قائلاً "يجد الأهالي صعوبات بالغة في تأمين مستلزماتهم من الماء والكهرباء والخبز، حيث ينحصر وجود تلك الخدمات في مراكز البلدات الكبرى، بعيداً عن القرى والأحياء الريفية؛ فعلى سبيل المثال لا وجود للتيار الكهربائي أو شبكات المياه في (بالا)، كما يضطر أبناؤها إلى الذهاب إلى بلدات مجاورة لإجراء المكالمات الخلوية".

يضم القطاع الجنوبي كلاً من بلدتي (مرج السلطان، النشابية)، بالإضافة إلى بلدات (حران العواميد، العتيبة، العبادة، القيسا، الجربا، البحارية، القاسمية، الزمانية، دير سلمان، الأحمدية)، التي سيطر عليها النظام في العام 2013، ما أدّى حينها إلى قطع طريق إمداد "الغوطة" من الجهة الشرقية وإطباق الحصار عليها.

يشكل القطاع الجنوبي السلة الغذائية الرئيسية لمنطقة "الغوطة" الشرقية، لاحتوائه على أراضٍ زراعية واسعة، تقدّر بحوالي 4000 هكتار؛ كانت تزرع بمحاصيل القمح والشعير والذرة ولا سيما في سنوات الحصار التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية. 

يحظى القطاع الجنوبي بأهمية بالغة لدى النظام نظراً لموقعه الاستراتيجي المحاذي لمطاري "دمشق" الدولي و"الضمير" الحربي، إضافةً إلى احتوائه على ثكنات ومواقع عسكرية هامة مثل: مطاري "مرج السلطان" العسكري والاحتياطي، وكتيبتي الصواريخ في "العتيبة" و"حزرما"، وكتيبة "تل حمّار".

زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي