ضابط جديد ورفيع للغاية من إدارة المركبات، ابتلعه الموت، لينضم إلى قافلة طويلة من الضباط الكبار المنتسبين إلى هذه الإدارة ممن لقوا مصارعهم خلال السنوات القليلة الماضية.
"العماد أحمد خضر طراف" ضابط أمن إدارة المركبات، ومدير "المعهد الفني" التابع لها، لفظ أنفاسها الأخيرة مساء يوم السبت، دون أن تتضح ملابسات مصرعه، ليكون بذلك ثالث "عماد" وثالث ضابط من هذه الإدارة يلحق بمواكب قتلاها، بعد مديرها "العماد أحمد شعبان رستم"، ونائبه "العماد وليد خواشقي".
والفت أن مصرع "طراف" جاء بعد مرور أسبوعين على "الذكرى السنوية" الخامسة لهجوم المركبات المرعب، الذي شنته فصائل الثوار على الإدارة وفجرت خلاله نفقا تحت إحدى الأبنية الرئيسة للإدارة ما أسفر عن مصرع العشرات من ضباط النظام الكبار (بينهم ألوية وعمداء)، فضلا عن مديرها "رستم".
كما إن مصرع "طراف" الذي يعد ثالث أهم ضابط في الإدارة، جاء بعد سنة على مقتل "العماد وليد خواشقي" الذي سقط في تفجير نفذته فصائل المعارضة ضمن الإدارة، بعد مرور 4 سنوات على التفجير الأول.
وخلال السنوات الفائتة شن الثوار هجمات متكررة ومكثفة على إدارة المركبات كبدت النظام خسائر بشرية فادحة (بالمئات)، وكانت تسفر عن قتلى "بالجملة" خلال كل معركة، ما حول الإدارة إلى ثقب أسود ونذير شؤوم على كل من يخدم فيها من عناصر الأسد ومرتزقته.
ويتحدر "طراف" من قرية "القبو" في ريف حمص، وهو من عائلة عرفت بكثرة "الشيوخ" فيها، ومن ضمنهم أبوه "الشيخ خضر أحمد طراف"، بل إن البعض يضع إلى جانب ألقاب العماد القتيل (العماد الدكتور المهندس المجاز).. يضع لقب "الشيخ" في إشارة إلى نسبه الممتد في عائلة لها مكانتها "الدينية" لدى الطائفة.
وتقع إدارة المركبات العسكرية شمال شرق دمشق عند "حرستا"، وهي تغطي مساحة تقارب 4 آلاف متر مربع، موزعة بين 3 أقسام رئيسة: قسم الإدارة، قسم مصنع 646 (المعروف بالرحبة)، وأخيرا المعهد الفني العسكري، الذي كان يرأسه "طراف".
وعرفت "إدارة المركبات" خلال السنوات الماضية، بكونها أحد أهم وأكثر قطع النظام المدججة بالسلاح في محيط العاصمة، وهي المركز الأخطر الذي كانت تنطلق منه كثير من قذائف النظام ضد المدنيين في الغوطة، والحاجزالأضخم الذي كان كسره كفيلا بتسهيل خرق الحصار على الغوطة وفتح طريق واسع للتقدم نحو العاصمة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية