نال الفنان والخطاط السوري "عقيل أحمد" المرتبة الأولى في جائزة "البردة" بدورتها الخامسة عشرة 2018 عن فئة الحروفية.
وتهدف الجائزة التي تقام سنوياً في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى توسيع نطاق الثقافة والفنون الإسلامية من خلال التعريف بالفنانين المبدعين الذين يتبنون أساليب تفكير جديدة في التعبير عن أعمالهم ورؤيتهم للثقافة والفنون الإسلامية.
وقال الفنان عقيل لـ"زمان الوصل" إن الجائزة التي فاز بها تجمع خطاطين وحروفيين (خط معاصر بأسلوب حديث) وشعراء من مختلف أنحاء العالم، وتتمحور حول قصيدة "البردة" التي نظمها "البوصيري" مدحاً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
ولفت الفنان الفائز إلى أن للمسابقة التي تنظمها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أقساما عدة، ومنها الخط الكلاسيكي والخط المعاصر الذي قدم فيه وقسم الشعر المنظوم والشعر النبطي والزخرفة، مضيفاً أنه شارك بلوحة بعنوان "أربعون مقاماً في العشق" مستوحاة من قصيدة "البوصيري" ويبلغ قياسها 260 ×180، وتحكي كما يشير عنوانها عن أربعين مقاماً في العشق وتعتمد اللوحة -حسب قوله- على الصفاء الأبيض الذي تتخلله لطخة حمراء.
وكشف الفنان المتحدّر من مدينة "جرابلس" (شمال حلب) أن تنفيذ لوحته استغرق عدة أشهر، وكان في كل مرة يحاول ضبط أفكارها بشكل أفضل ويصل إلى حالة معينة إلى أن أنجز اللوحة، مضيفاً أن لوحته "تضمنت في كل مقام مخطوط حالة بصرية تختلف عن غيرها"، مشيراً إلى أن "اللطخة الحمراء هي قلب اللوحة ونقطة التركيز البصري فيها، فبعد أن تتنقل العين في الأربعين مقاماً ترسو على مكان القلب".
واستخدم "عقيل" في اللوحة -حسب قوله- تقنيات متعددة كالألوان الزيتية والإكريليك وماكس ميديا، إضافة إلى توظيف ورق الذهب لإضفاء مزيد من الجمالية عليها.
وعبّر محدثنا عن سعادته بنيل الجائزة، معتبراً أنها خطوة هامة بالنسبة له على الصعيد الفني والحياتي وستكون دافعاً لإكمال مشواره الفني، وتحقيق ذاته من خلال بحثه في الحرف العربي وفضاءاته الجمالية.
وعبّر "عقيل" (30 عاما) عن طموحه لتطوير اللوحة بمناحِ بصرية جديدة وطرح تساؤلات وإجابات حول الحرف العربي، مضيفاً أنه يعمل حالياً على مشروع فني أطلق عليه اسم "سطر وشطر" طامحاً -كما يقول- لتوصيل رؤيته ونظرته وإحساسه بهذا الحرف، وأن يقدم رسالة مشبعة بالفن والجمال لكل العالم.
ورافق فعاليات تكريم الفائزين بالمسابقة مهرجان "البُردة"، وهو مبادرة أطلقتها "وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة" ليكون نافذةً تحتفي بالثقافة الإسلامية.
وتضمن المهرجان برنامجاً متنوعاً جمع بين جلسات حوارية، وسلسلة من المعارض، وعروض الأداء التي شارك فيها نخبة من المفكرين والمبدعين والخبراء في المشهد الثقافي من مختلف أنحاء العالم لتبادل الرؤى والأفكار والعمل على تطوير مشاريع إبداعية مشتركة.
ويسعى المهرجان -حسب القائمين عليه- إلى تعزيز مشاركة الأجيال الشابة المبدعة، وتعميق ارتباطهم واعتزازهم بهويتهم الثقافية وتشجيعهم على الابتكار والإبداع في الفنون الإسلامية وإثرائها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية