أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بريطانيا.. قصة اضطهاد مأساوية تعرض لها طفلان من أسرة سورية لاجئة وكشف عنها مقطع قصير

المراهق الذي اعتدى على جمال

كادت قصة اضطهاد عائلة سورية لاجئة في بريطانيا أن تستمر وتبقى طي الكتمان، لولا مقطع قصير سرى على صفحات تواصل البريطانيين خصوصا، كما تسري النار في الهشيم، ونبه سلطات البلاد ووسائل إعلامه إلى الانتهاكات التي قلما يلقي لها أحد بالا، فقط لأنها تحدث بصمت.

فقد تداولت مواقع التواصل حديثا مقطعا يظهر فتى يده مكسورة يتلقى الضرب والإهانة على يد مراهق يقاربه في العمر، بطحه أرضا وضغط على رقبته ثم صب الماء فوق وجهه محاولا تطبيق أسلوب "الغرق بالإيهام" الذي اعتمدته المخابرات الأمريكية في معتقل "غوانتانامو".

ولأن الفتى لم يبد أي مقاومة بل استسلم للمهاجم تماما، فقد حفز ذلك البريطانيين لمعرفة هويته وقصته، وسريعا ما تم الكشف عن ذلك، وبَطُل إلى حد كبير العجب من "المسالمة" الزائدة التي أبداها.

وحسب تقارير وسائل إعلام بريطانية، تابعتها "زمان الوصل" وترجمت أهم ما ورد فيها بخصوص الواقعة، فإن الفتى ليس سوى ابن عائلة سورية (من حمص) لجأت إلى بريطانيا، بعدما تعرضت كمعظم السوريين لموجات من القمع والترهيب على يد نظام بشار الأسد ومرتزقته.
وقد وقع الاعتداء الذي وثقه المقطع في مدينة "Huddersfield"، ضمن مدرسة "Almondbury"، حيث يدرس الضحية السوري (جمال، 16 عاما) والمعتدي " Bailey Mclaren"، ما يفترض تلقائيا أنه جرى في منطقة يجب أن تكون واقعة تحت نظر إدارة المدرسة، فضلا عن الطلاب المارين في المكان، والذين أظهرهم المقطع غير مبالين نهائيا!

*وشقيقته أيضا
لكن ما كشفه المقطع رغم كل بشاعته، لم يكن إلا رأس جبل الظلم، في قصة عائلة لاحقها الاضطهاد الذي هربت منه، وإن بشكل آخر.

فبعد الضجة التي أحدثها المقطع وموجة الاشمئزاز التي أثارها، والدعوات التي حركها لضبط هذه التجاوزات ومسائلة المنخرطين فيها أو المتغاضين عنها.. بعد كل هذا، كشفت أسرة الفتى "جمال" عما هو أدهى وأمر، عبر بيان تداولته وسائل إعلام بريطانية، وأكدت فيه أن الاعتداء الذي وثقه المقطع، ليس الهجوم الأول ضد "جمال" فقد سبقته عدة هجمات، بما فيها اعتداء خلال الشهر الماضي تسبب بكسر ذراعه، عندما تعرض للضرب المبرح من قبل 4 تلاميذ في مدرسته.

ورغم كسر ذراعه، لم ينج "جمال" من المتربصين به، ليهاجمه أحدهم بلا شفقة محاولا خنقه، وطالبا من أحدهم توثيق الهجوم، ثم نشره على الإنترنت، كوسيلة إضافية من وسائل إذلال الضحية والتعبير عن الاستهتار الكامل بأي عواقب محتملة.

ولكن هل هذا هو كل الاضطهاد الذي تحملت أسرة "جمال" تبعاته، من يوم ألحقت أطفالها بالمدرسة عقب وصولهم لاجئين إلى بريطانيا عام 2016؟؟.. يجيب بيان الأسرة بـ"لا" عريضة، مؤكدا أن أخت "جمال" الأصغر منه سنا كانت ضحية لما هو أبشع، حيث تعرضت لإساءات لفظية واعتداءات متكررة من طرف من يفترض أنهن "زميلات" المدرسة، إلى درجة أن الطفلة المضطهدة كانت تطارد حتى في المراحيض، وتم ضربها في إحدى المرات وكسر نظارتها، فدخلت إلى إحدى الحمامات وأغلقت الباب على نفسها وحاولت "الانتحار" عبر قطع معصم يدها بقطعة من زجاج نظارتها المكسور، تعبيرا عن مدى قهرها وإحساسها بالعجز تجاه اتهامات لم تجد من يردعها، لا من المدرسة نفسها (إدارة ومعلمين)، ولا حتى من الشرطة.

الشرطة نفسها، قالت لوسائل إعلام بريطانية إنها "أخذت علما" بالهجوم الأخير الذي وثقه المقطع، ولكن أحد لم يسأل أين كانت هذه الشرطة طوال الشهور الماضية، التي وضعت طفلة صغيرة تحت ضغط نفسي رهيب جعلها تقدم على أمر خطير لا تفهم كنهه (الانتحار)، ولولا أن محاولتها فشلت، لكانت اليوم تحت التراب دون أن يعرف أحد بمحنتها، كما إن أحدا لم يسأل أين كانت إدارة مدرسة "جمال" وشقيقته، وهل كان يتوجب أن يتم توثيق الهجمات العدوانية ضدهما ونشرها على الإنترنت (كما حدث في المقطع المتداول)، حتى تصحو المدرسة من غفلتها وتكف عن تعاميها وتنتفض مصرحة بأن "سلامة ورفاهية الطلاب تحمل أهمية قصوى بالنسبة لنا"، كما جاء على لسان مسؤول كبير في المدرسة، ندد بالهجوم مضيفا: "ندعم الشرطة في تحقيقاتهم... ولا نتسامح مع أي سلوك غير مقبول من أي نوع في مدرستنا".

*سراج أمل
لم تلجأ أسرة "جمال" إلى بريطانيا ترفا، بل هربت من مصير القتل والتعذيب والاعتقال الذي عانى منه أقارب للأسرة، وكان على الوالدين أن يتجرعا كملايين السوريين علقم الخيار المر، بين ترك "الوطن" بكل ما فيه من متعلقات وذكريات و.. لكنها محفوفة بامتهان الكرامة ومصادرة الحرية، وبين البحث عن حياة أخرى بلا جذور، ضمن بلاد تتحدث ليل نهار عن حقوق الإنسان ووجوب احترامها وعدم المس بها.

كثير من الجوانب المظلمة التي تلف مصير عائلة سورية لاجئة، كشفها مقطع قصير، وربما هناك جوانب أكثر ظلما وظلاما في حياة هذه العائلة وغيرها من عائلات السوريين المشردين في أصقاع الأرض.. لكن ما يبقي سراج الأمل متقدا أن يرى "جمال" وشقيقته وأسرتهما مدى التعاطف معهما والشجب الكامل لمن اعتدى عليهم، ويروا أن هناك من يضع "زيتا" في هذا السراج، حيث تبنى موقع " Go Fund Me" القضية سريعا وبادر لإطلاق حملة تبرعات لمساعدة الأسرة، حققت سقفها البالغ 35 ألف جنيه استرليني رغم أن لم يمض على إطلاقها سوى أقل من 12 ساعة.


زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (136)

أحمد الحسون

2018-11-28

حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم رحم الله الله الأحرار من دفعواثمن مواقفهم وثمن الحرية التي نشدوها اللهم عليك ...... العصر آل سعود ومن والاهم.


نسيم التركماني

2018-11-28

هنا نقول تركيا الوحيدة الي ماتعاملت مع الاخوان السوريين لاجئين وقام ناخذ حقنا اكثر من الاتراك نفسهم والله بالشغل اسوي مشاكل الاتراك يسكتون ونحنا ما مسكت بس هالولد ضعيف اولا وصغير ثانيا لو معا حدا من اخوان أو ولاد عم كان تغير الحكي بس الكثرة تغلب الشجاعة.


احمد

2018-11-28

شيء امر من العلقم.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي