أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تونس.. نقابة الصحافيين تندد بمحمد بن سلمان في نفس الوقت الذي "تتفهم" وتبرر لقاء رئيسها ببشار الأسد

البغوري

في نفس الوقت الذي نددت فيه نقابة الصحافيين التونسيين بزيارة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" إلى تونس، ورفعت لافتات كبيرة تهاجمه جراء جريمة اغتيال الصحافي "جمال خاشقجي".. في نفس هذا الوقت تماما كان نقيب الصحافيين التوانسة يحل ضيفا على بشار الأسد، الذي قتل واعتقل وهجر آلاف الصحافيين والناشطين الإعلاميين، وكان وما زال يضعهم على رأس المستهدفين بعمليات التصفية والمطاردة.

ولكن الأمر لم يتوقف عند حد هذا التناقض البغيض في المواقف، ولا حاول اللواذ بالصمت لمداراة هذا النفاق الإنساني أولا والمهني ثانيا، بل وصل إلى حد نشر بيان رسمي وعلني يدافع عن مواقف نقيب الصحافيين التونسيين "ناجي البغوري" ولقائه بكبير مجرمي العصر الحالي، معتبرا أن الأمر جاء في سياقه الطبيعي.

ومنذ عقود طويلة، تحتل سوريا تحت حكم الأسد (الوالد والولد) موقع متأخرة جدا في حرية الصحافة، لكن السنوات الأخيرة وضعت البلاد في قاع الترتيب العالمي وهوت بها دركات لم تبلغها أكثر البلدان تخلفا وعداء لحرية التعبير، وآخرها حصول "سوريا الأسد" على المركز 177 من أصل 180 بلدا في المؤشر العالمي لحرية الصحافة لعام 2018، الذي يصدر سنويا عن منظمة "مراسلون بلا حدود".

وبالعودة إلى بيان نقابة الصحافيين التونسيين، نجد أنه بدأ مباشرة بكلمة "تتفهم"، وأعقبها بوصف المجرم الذي قتل وأخفى وشرد ملايين السوريين بـ"الرئيس السوري"، وأنهى بالتأكيد على "المواقف المتجذرة والمنحازة إلى قضايا الصحفيين والشعوب في التوق للحرية والكرامة"، مدعيا أنها ولن تتغير قبل اللقاء الأخير (وبعده) وبعده".

وإليكم نص بيان نقابة الصحافيين التونسيين كاملا:

تتفهم النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مواقف الزميلات والزملاء الصحفيين بخصوص زيارة الزميل ناجي البغوري إلى دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد ضمن وفد الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بصفه نائبا للرئيس، وتعتبره أمرا طبيعيا وصحيا عندما يصدر عن الذين ساندوا ولا زالوا يساندون المواقف المبدئية للنقابة فيما يتعلق ب قضايا الحرية وحقوق الانسان في العالم.
ويهم النقابة تقديم التوضيحات التالية: 
-اللقاء المذكور جمع الرئيس السوري بقيادات نقابية من البلدان العربية بصفتهم أعضاء منتخبين في الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب وليس كممثلين عن نقاباتهم الوطنية بما في ذلك النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.
- النقابة الوطنية للصحفيين عضو فاعل ومؤثر في اتحاد الصحفيين العرب منذ تأسيسها قبل الثورة، وهذا يتوافق مع إيمانها بأهمية التضامن النقابي وبالوقوف ضد كل الانتهاكات والجرائم التي تطال الصحفيين في كل البلدان العربية وحول العالم.
- تشغل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين خطة نائب رئيس الاتحاد العربي للصحفيين وتعقد الأمانة العامة اجتماعها الدوري في احد البلدان الأعضاء فيها حيث عقدت اجتماعيها الأخيرين في القاهرة وبغداد وعقدته هذه المرة في دمشق بدعوة من اتحاد الصحفيين السوريين، عضو الاتحاد العربي وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين.
- جرت العادة أن تلتقي الأمانة العامة خلال تواجدها المسؤولين الرسميين في البلد المعني بطلب من نقابة نفس البلد، لتقديم مطالب تتعلق بتطوير القوانين المتعلقة بحرية التعبير والصحافة والطباعة والنشر وإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وطرح ملفات تتعلق بسجن الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان أو تهديدهم وقتلهم وهو ما حصل المرة الماضية في مصر وحصل الآن في دمشق.
-إنّ مواقف النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ثابتة ومتجذرة ومنحازة إلى قضايا الصحفيين والشعوب في التوق للحرية والكرامة ولن تتغير قبل اللقاء الأخير وبعده، وهذا ينسحب أيضا على الصحفيين السوريين في بلدهم وخارجها.
عن المكتب التنفيذي
الكاتبة العامة 
سكينة عبد الصمد

زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي