الرابعة صباحا: ريوق الدم اصبح هو السائد مع اخبار الذين تغتالهم اسرائيل يوميا، والجثث مجهولة الهوية في شوارع بغداد، والشرف المنشور على حبل غسيل مثل ثوب مرقّع و..تتوالى تنبؤات الطقس على شاشة قناة المعلومات..درجات الحرارة تبدأ صعودا تدريجيا في الشرق الاوسط وأوروبا مازالت بردانة..يقفز الى ذهني خاطر مضحك: ماذا لو اشتغلت نظرية الأواني المستطرقة في مناخ العالم؟ هذا يعني ان الشرق الأوسط عليه ان يضخ بعضا من دفئه في الشرايين الباردة..اللعنة..ألا تكفيهم الحرارة التي يشربونها مع براميل النفط والكحول؟!.
طبقا للنظرية، اذا فقد الشرق الأوسط بعض دفئه فإنه سيكتسب ـ في المقابل ـ قدرا من البرد الأوروبي، فهل يعتبر هذا مدخلا لعولمة المناخ وتوحيد الأمزجة؟ ثم لماذا الاستطراق في المناخ فقط..ألا يجوز ان يتم في الثروة والعلم والمعرفة ايضا؟ أتخيل انهار الذهب والفضة تتدفق من شوارع المال والصيارفة بأوروبا الى الحارات البائسة في الشرق الاوسط..ماذا يفعل فقراؤها اذا هبطت عليهم هذه الثروة فجأة؟ أغلب الظن انها ستنفق في اقتناء سلع ترفيهية، وهذا يعني ان ترجح الفلوس مرّة اخرى الى منابعها..أهلا!.
الألحان الهادئة التي تبثها قناة المعلومات تتحول الى موسيقا الروك الصاخبة، وتتواصلا انباء عمليات القتل المنهجي والتطهير العرقي المنظم، والشرف مازال ثوبا مرقعا يرفرف على حبل غسيل، ومازال ريوق الدم هو الوحيد المتوفر على قوائم افطار النظام العالمي الجديد، والرغبة في النعاس تستطرقني مع موجة عاتية من التثاؤب..أتحسس ذقني التي نما شعرها بكثافة..لا بد ان أحلقها قبل ان تستطرق!.
جريدة الوطن العمانية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية