مرة أخري يطل علي الساحة الإسرائيلية وجه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بعد فوزه في انتخابات حزب الليكود متفوقاً علي خصمه بنسبة تصل إلي 3 : 1 لصالح نتنياهو ، كما وأجري استطلاع رأي فاز فيه نتنياهو بنسبة 32 في المئة من مجموع الأصوات في حين حصل إيهود باراك رئيس حزب العمل ومنافسه اللدود علي نسبة30 بالمئة في الوقت الذي لم يحظ فيه رئيس الوزراء الحالي أولمرت إلا بنسبة 5 بالمئة فقط .
حتي حينما استبدل ـ الإستطلاع ـ أولمرت بوزيرة خارجيته تسيبي ليفني ظل نتنياهو محتفظاً بصدارته ولم يصل أي من باراك أو ليفني علي أكثر من 24 بالمئة بعد أن تقدم نتنياهو إلي نسبة الـ 29 بالمئة من مجموع أصوات الإستطلاع .
نتنياهو بدأ حياته ضابطاً في وحدة الكوماندوز بالجيش الإسرائيلي وظل في الخدمة حتي وصل إلي رتبة النقيب ليتولي بعدها منصب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة ثم عين نائباً للسفير الإسرائيلي في واشنطن ليعود بعدها إلي إسرائيل لخوض الإنتخابات وليفز بمقعد رئيس الوزراء وهو لم يبلغ السابعة والأربعين من عمره عام 1996 م في الوقت الذي لم يصل فيه وأحد ممن سبقوه لهذا المقعد قبل أن يبلغ الستين ، حتي أزاحه باراك في العام 1999 م ليواجه نتنياهو بعد هزيمته أسوأ حملة تشهير وإتهامات بالفساد .
ونتنياهو مشهور في الأوساط الإسرائيلية جميعاً بأنه شخص غير محبوب ، له العديد من الفضائح الغرامية أشهرها مع سكرتيرته التي كانت في ذات الوقت متزوجة من آخر، ورغم أن نتنياهو تزوج ثلاث مرات ، وكما تقول شقيقة زوجته الثالثة عنه أنه متغطرس حاد الطباع قاس لايحب أولاده ولا أسرته ، كما أنه لا يعرف بالضبط مايريدعلي وجه التحديد وهو ممن يهددون أمن إسرائيل .
وتصفه صحيفة " هاأرتس " بأنه شخص شرير بطبعه وغير مناسب ـ علي حد قولها ـ ولا يمكن أن يكون غير ممثل سينمائي يؤدي بنجاح أدوار القتلة واللصوص .
ونتنياهو يفاخر بأنه أول رئيس للحكومة من مواليد الدولة العبرية أو من يطلق عليهم يهود الصابرا .
كما أنه يوصف بأنه كثير المغالطات لا يفي بوعوده ويدعي العلم بما يخفي عمن حوله ، يضع في اعتباراته الفهم التام لطبيعة العرب :
ـ إذا رأوك مستعداً للتنازل تمادوا في طلب المزيد من التنازلات ، أما إذا كنت صلباً جامداتً فهم سرعان ما يتنازلون ..
فهل أعددنا العدة لهذه الشخصية المناورة المعقدة وقرأنا جيداً ـ ومن جديد ـ كيفية العمل علي مواجهتها بشكل سليم ويليق بنا خاصة وأنه معاد تماماً لفكرة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ويؤكد علي أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل كما أنها تحت سيادتها ولا مجال لتقسيمها ، كما أنه يغالي في اٌلإنسحاب من هضبة الجولان السورية ,,
تري هل ينفتح الطريق أمامه ليصل مرة أخري إلي مقعد رئاسة الحكومة ؟
وإذا عاد فهل ننتظر منه خيراً أم أن كلهم " بيجين ".. لا يصدقون في وعد ولا يلتزمون بعهد ، لديهم أجنداتهم الجاهزة في تدمير أى سبيل للسلام مع العرب أو الوفاء بوعودهم أو وقف نزيف الدم أو الكف عن المؤامرات التي لا ينتهون عن أن يحيكوها ضد العرب ، ويهمن أن أختم مقالتي هذه بمقولة للأستاذ محمود عوض الصحفي المصري الكبير :
ـ حتي لو سبنا إسرائيل في حالها ، فلن تسيبنا في حالنا . ( من حوار تليفزيوني أجري معه في إحدي القنوات الفضائية .
نتنياهو راجع ياأولاد الحلال .. محمد عبده العباسي
مصر - بور سعيد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية