اعتادت مخابرات الأسد على إطلاق شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتغطية على تقصير النظام وفساده، كان آخرها اتهام العدو الإسرائيلي بإتلاف محاصيل التين والزيتون والعنب في الساحل السوريّ، بسبب وقوف سكّانه مع النظام "الممانع المقاوم".
*نقص رجال وأدوية فاسدة
تصف مصادر محلية مواسم الصيف هذا العام بأنها كانت سيّئة في الساحل السوريّ نتيجة انتشار الأمراض الزراعيّة، وتعرضها للإهمال، عازية ذلك إلى غياب الرجال القادرين على العمل في المزارع والحقول، وتواجد أغلب الأيدي العاملة المنتجة في صفوف قوّات الأسد، وفقدان الكثير منها دفاعا عن النظام، أو هروب الكثير منهم في الجبال أو خارج القطر.
وتضيف المصادر لـ"زمان الوصل" بأن تقصيرا بالعمل أضر بالبساتين المشجّرة بالفاكهة والزيتون في أغلب القرى الساحلية منذ سنوات، وخاصة في محافظة طرطوس، فهي تحتاج إلى الحراثة والتقليم والمكافحة الحيويّة للقضاء على الأمراض الحشرية والفطرية التي فتكت بها.
ونتيجة لذلك فقد كانت المواسم من التين والعنب والزّيتون متدنيّة لهذا العام وذات نوعية سيئة، حسب رأي المهندس الزراعي "علي العلي".
وأكد المهندس الذي يعمل في ريف طرطوس لـ"زمان الوصل" أن الأدوية الزراعيّة التي تمّ توزيعها من قبل مديريّة الزراعة والمستوردة من قبل شركات "رامي مخلوف" و"حمشو" كانت من نوعية سيئة وبدون فاعلية، وأغلبها قد تمّ تجديد صلاحيّته المنتهية بأوراق ملصقة حديثا على العبوات المستوردة المنتهية الفاعليّة.
*شائعات هوليودية
وللتغطية على أجهزة نظام الأسد وإدخالها الأدوية الزراعية الفاسدة إلى الأسواق السوريّة، بدأت صفحات إخباريّة موالية تعمل بإشراف الأجهزة الأمنيّة بنشر أخبار تشير إلى مسؤوليّة "إسرائيل" عن تلف المحاصيل.
تساءل "محمد حامد بدران" في صفحة "الفساد في طرطوس" بعد تدمير محاصيل التين والعنب والزيتون بشكل شبه كامل هذا العام، "هل كان هذا التدمير نتيجة تغير طبيعي في المناخ، أم كان بفعل فاعل معادي".
وأكد "إن ما حصل كان عملا عدائيّا مدبّرا من قبل إسرائيل أو أمريكا أو كلاهما معا، فهما يملكان إمكانية التأثير في الكتل الغيميّة المتجهة نحو ساحلنا، لمنعهما من الإمطار أو تحويل أمطارها إلى أمطار حامضية تخرّب المواسم".
وأضاف "إسرائيل تمتلك إمكانية استنبات بيوض ذبابة الفاكهة أو دودة الثمار وإطلاقها مع الريح الغربية القادمة إلينا من فوق البحر، وتهدف لتدمير محصول الزيتون الساحلي فقط، فالطيران الإسرائيلي يجوب أفقنا الغربي فوق البحر جيئة وذهابا.
*السبب هو تدمير حاضنة الأسد
أما عن تعمّد تدمير محاصيل الساحل فقد عزا المفكر "بدران" صاحب النظريّة سبب ذلك إلى أن سكان الساحل هم الحاضنة التي رفدت جبهات القتال طيلة الحرب بالرّجال، وزاد في الطنبور نغما حين قال "إن إسرائيل تستطيع التحكم بالمساحة التي سيتمّ استمطار الغيوم الحامضية عليها، كما إن الاستخدام هو موضعيّ ويمكن التحكّم به سواء لاستخدام زبابة الفاكهة أو العوامل المناخية".
ونوّه إلى وجود عملاء لإسرائيل في الداخل يساعدونها في القضاء على حاضنة الأسد، وهم متغلغلون في أجهزة الدولة، وكانوا سببا في عدم تسويق محصول الليمون الذي لم تتمكن إسرائيل من تدميره بوسائلها الخبيثة.
بينما أكدت "عبير الصالح" استهداف الساحل" بتساؤلها "ليش ريف دمشق والسويداء ما تأثروا".
كان لشائعات أمن الأسد صدى في الشارع بين جاهل مصدق، وآخر يدرك ما يدور، والمهم إشغال الشارع وإشعاره بالدونية وأنه مستهدف ويجب أن يكون خاضعا للأسد كي يحظى بالحماية، وتثمر أشجاره.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية