أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مربعات جديدة لخالد العبود عن الأسد المبدع!!

العبود

يستمر خالد العبود عضو مجلس شعب النظام في تدويراته ومربعاته التي اشتهر بها في تسويغ جرائم بشار الأسد ونظامه، ويقفز فوق ما يمكن أن يراه الأسد نفسه، ويفلسف كل أخطائه وجرائمه على أنها عبقرية قائد كبير، ووطني عظيم، وهذا ديدن العبيد الذين اصطفوا خلف الأسد في حربه على بني جلدتهم وشعبهم.

في منشور له على صفحته الفيسبوكية يستعيد العبود اللحظات التي تسبق ما اسماه (تحرير الجنوب)، وحديث الأسد مع فضائية "العالم" الإيرانية ووصفه للمجموعات المسلحة: (في لقائه الأخير على فضائية العالم، وقبل استعادة الجيش العربي السوريّ لجنوبنا الغالي، وصف سيادة الرئيس بشار الأسد المجموعات المسلحة التي وقفت في وجه الدولة السورية "بالجيش الاسرائيلي" الذي يقاتل سورية في الداخل، وبالتالي فإنّ مواجهة هذا "الجيش" كان واجباً وطنيّاً وأخلاقيّاً، وكان أساسيّاً ورئيسيّاً من أجل هزيمة المشروع "الأمريكي –الإسرائيلي"، وهو ما فعلته، وتفعله، سورية تماماً).

لكن عبقرية الأسد التي يكشفها العبود هي انتقاله من هذا الوصف الفظيع إلى مرحلة استيعاب هؤلاء الخونة والعملاء لأنهم ضحايا: (هم أبناء هذا الوطن، وكلّنا نحمل مسؤوليّة هذا الخلل، لكي لا نحمّل فقط الشخص المرتكب مسؤولية الخلل، عندما تنتشر الجريمة، على سبيل المثال، في أي بلد، يتحمل المجتمع مسؤولية هذه الجريمة، وليس فقط أجهزة الأمن أو المجرم نفسه، فأول شيء يجب استيعاب هؤلاء، ثانياً العمل على معالجة الأسباب التي أدت لهذه الحالة من ضعف الوطنيّة، والأسباب هنا معقدة وكثيرة).

وفي تفصيل هذه المؤامرة وكيف تم الاشتغال على مكونات الشعب السوري واقتسامه بين خائن ومقتول يفسر لنا العبود رؤية الأسد العبقري: (وسيادته هنا يشير إلى اللحظة التي دُفع إليها هؤلاء، والمرحلة التي حكمت المنطقة خلال فوضى عامة كان يشتغل عليها مشروع العدوان، معتبراً أنّ هذا العدوان لم يكن فقط على جزء من السوريين، وإنّما على كلّ السوريين، حيث أنّ بعضهم وقع عليهم العدوان بشكل مباشر، والبعض الآخر استعملهم العدوان ذاته كأداة له).

والأسد الذي يمثل الدولة تذهب عبقريته إلى استثمار هذه المؤامرة: (أنّ هذا "المجرم" أضحى نسقاً من مجتمع كامل لا يمكن أن يتم تجاوزه، وإنما مطلوب منّا، باعتبارنا الدولة، وباعتبارنا هزمنا العدوان، أن نعيد دمج هذا النسق المجتمعي داخل المجتمع الكلّي، وهي إحدى أهم أهداف صمود السوريين وتضحياتهم).

حتى هذه العبقرية كانت غير مرئية من قبل ملك المربعات عندما كانت تتعامل برحمة مع هؤلاء المجرمين: (لهذا لم يدرك الكثيرون منّا استراتيجية الدولة في مواجهة هؤلاء، خاصة عندما بدت الدولة "ضعيفة" أمامهم، وعندما حاولت استيعابهم، وهو ما يفسّر رأي البعض منّا عندما اتهم الدولة بالتّراخي والتردّد في استعمال القوّة منذ اللحظات الأولى للعدوان).

وهنا سر إبداع الدولة وعباقرتها، وإضافة جديدة لسيادته: (يريد سيادته ان يثبّت معادلة جديدة وعلى معنى جديد، وهو أنّ الوطنيّة التي ضعفت عند كثيرين من السوريين، حتى حملوا السلاح في وجه دولتهم ومجتمعهم، وحتى أضحوا في أحضان مشروع العدوان على وطنهم، لم تضعف فقط نتيجة عامل ذاتي يتحمّل مسؤوليته هؤلاء الذين مارسوا هذا الدور أو وقعوا في هذا الفخّ، وإنّما تتحمّل مسؤوليته نحن أيضاً، دولة ومجتمعاً).

في النهاية لا بد من أن يذكر العبود بالأدوار التي تقوم بها القيادات الفذة عبر التاريخ: (هذا هو دور القادة الأفذاذ في التاريخ، وهذا هو عقل رجال الدول الذين يصنعون التاريخ، وسيادته في هذا السياق يصنع التاريخ).

وهؤلاء العباقرة لهم أخلاقهم التي يتحلون بها: (تماما.. عندما ينتصرون لا ينتقمون، وعندما ينتصرون لا يقولون انتصرنا، وإنما يقولون انتصر الشعب وانتصر الوطن).

ولكي يصرف هذا الانتصار على الصعيد الوطني لا بد من الحكمة: (قد لا يبدو كلام سيادته صكّ براءة وطنيّة لمن حمل السلاح في وجه دولته ومجتمعه، في وجه وطنه، لكنّه سيكون كلاماً هاماً، وركناً أساسيّاً في معادلة صرف هذا الانتصار صرفاً وطنيّاً شاملا).

لكن استطالات العبود تصل لتوجيه تحذير إلى أولئك الذين تم استيعابهم: (إنّ التاريخ لن يرحم حتى أولئك الذين يتم استيعابهم الآن، فإن عار مواقفهم سوف تبقى عالقة بهم إلى ما شاء الله، وهذه مسألة أخرى مختلفة تماماً ليست مسؤولة عنها الدولة، بمقدار ما هي حقيقة تاريخية ليس بمقدور أحد أن يتجاوزها أو يلتفّ عليها، لكنّ التركيز عليها اليوم غير مفيد أبداً).

باقي النص المتملق الطويل لن يمر على ذكره لأنه يعج بالمديح المغرق في المربعات والمثلثات العبودية، وسفسطائية هي عنوان ما يجود به العبيد الصغار لقادتهم العابرين.

ناصر علي - زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي