فشلت المفاوضات بين ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من قوات التحالف الدولي وبين تنظيم "الدولة الإسلامية" بشأن فتح طريق آمن لخروج المدنيين من مناطق المواجهات شرق دير الزور اليوم الاربعاء.
وقالت مصادر محلية إن فشل المفاوضات بشأن معبر آمن لخروج المدنيين كان بسبب إصرار تنظيم "الدولة الإسلامية" على فتحه بين مدينة "هجين" وبلدة "البحرة" بينما تريد ميليشيات "قسد" فتح المعبر القديم في منطقة "العلواني" من جهة البادية قرب بلدة "الشعفة".
وأوضحت المصادر أن التنظيم يرفض فتح "العلواني" لأنه سيجبر على نزع حقول الألغام التي زرعها على تخوم "الشعفة" وفي المنطقة الواصلة محيط البلدات الأخرى الواقعة بين "هجين" و"الباغوز" وعلى طول منطقة "حاوي الظهرة".
وهناك مخاوف من استخدام الطرفين المدنيين العالقين في "هجين" و "البوخاطر" ومحيطها كورقة ضغط على الآخر في هذه المفاوضات.
كما توجد أعداد غير قليلة من الأهالي علقوا نتيجة المعارك والقصف في بلدتي "الشعفة" و"البقعان" بعد نزوحهم من "حاوي السوسة" و"حاوي البو بدران" مع أهالي "الباغوز" و"البوكمال" الذين قدموا سابقا إلى "الشعفة".
واتبعت قوات التحالف والميليشيات المساندة لها سياسة الأرض المحروقة من خلال قصف هذه المناطق بمختلف صنوف الأسلحة بما فيها الفوسفور الأبيض والقنابل الحارقة إلى جانب الغارات الجوية المكثفة لإجبار عناصر التنظيم على الاستسلام أو الخروج من هذه البلدات التي تعتبر أهم معاقله في سوريا.
وذكرت وكالة "أعماق" إن ناحيتي "هجين" و"السوسة" شهدتا أسبوعا داميا، فطائرات التحالف الدولي ومدفعيته لم تتوقفا عن القصف، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 250 قتيلا معظمهم أطفال ونساء عقب البيان الذي نشره التحالف نافيا قصفه للأهالي.
ونقلت عن أحد أهالي "هجين" قوله: إن الأسبوع الأخير شهد غارات مكثفة وقصفا مدفعيّا غير مسبوق، أدى إلى تدمير مساجد عدة وبيوتا فوق رؤوس قاطنيها، فيما بات تأمين مادة الخبز أمرا صعبا بعد أن دمرت الطائرات فرن الخبز في المدينة.
ولم يكن حال بلدة "السوسة" وقرية "الباغوز" بالأحسن، فقد بات من الممكن القول بأنهما اندثرتا وصارتا من الماضي، بعد أن محى القصف معالمهما ونشر الدمار في أرجائهما، وفق الوكالة.
وكان التحالف الدولي شرع بدعم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعملية برية في العاشر من أيلول/سبتمبر الماضي بهدف القضاء على وجود تنظيم "الدولة" في "هجين" والمنطقة المتبقية بيده من ريف دير الزور.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية