كشف مصدر عسكري خاص في منطقة "غصن الزيتون" عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الحملة الأمنية الأخيرة التي تستهدف حالياً تجمع "شهداء الشرقية" في مدينة "عفرين" شمال "حلب"، وذلك على الرغم من حلِّ هذا الفصيل وتعهد قائده بتسليم الآليات والأسلحة التي بحوزته إلى القضاء العسكري.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، قائلاً إن "الحملة ضد فصيل (شهداء الشرقية) ترجع إلى وجود خلاف قديم بين قائد الفصيل المدعو "أبو خولة" وبين قائد (أحرار الشرقية) المدعو (أبو حاتم شقرا)، حيث حاول الأخير خلال الفترة الماضية الحصول على تأييد السلطات (التركية) لاجتثاث فصيل (شهداء الشرقية) المنشق عنه منذ ما يقارب سنة".
واستدرك بالقول "كان (أبو خولة) قد وقف إلى جانب حركة (أحرار الشام) في مدينة (الباب) والتي حاول (شقرا) مهاجمتها في ذلك الوقت".
ووفق المصدر ذاته فإن هناك سببا آخر لا يقل أهمية عن السبب الأول وهو رفض المدعو "أبو خولة" قائد الفصيل الذي استهدفته الحملة الامتثال لأوامر "أنقرة" بمنع وقوع اشتباك مع قوات النظام السوري التي تسيطر على معظم بلدة "تادف"، إذ قام بخطوة عسكرية منفردة وقتها لتخفيف الضغط على محافظة "درعا" التي كانت تتعرض حينئذٍ لحملة عسكرية عنيفة من قبل النظام، حسب تعبيره.
وأشار المصدر ذاته إلى أن "أبو خولة" كرجل لا يتمتع بصفات سيئة، إلا أن تجمع "شهداء الشرقية" يعاني من الفساد والانفلات الأمني لدى بعض عناصره حاله في ذلك حال بقية فصائل المقاومة العاملة في المنطقة.
كان "أبو خولة" القائد العسكري لتجمع "شهداء الشرقية"، ظهر في تسجيل مصور نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه حلّ "التجمّع" بشكلٍ كامل وتسليم السلاح للقضاء العسكري، وبرر تلك الخطوة نتيجة "تدهور وضعه الصحي، وقيام بعض الأطراف من فصائل أخرى بارتكاب أعمال فساد وخطف ونسب هذه الأعمال لتجمع (شهداء الشرقية)"، حسب وصفه.
وشدّد "أبو خولة" حينها على أنه "لم يعد مسؤولاً عن أي عمل يصدر من أي جهة وينسب إلى تجمع (شهداء الشرقية) بعد حلّه"، وأبدى في الوقت نفسه "استعداده للمثول أمام أي محكمة في حال وجود أي شكوى ضده".
يصل عدد "شهداء الشرقية" إلى حوالي 700 عنصر، ويضم مقاتلين ينحدرون بمعظمهم من أبناء محافظة "دير الزور" شرقي سوريا، كما ينشط في أنحاء متفرقة من منطقة "غصن الزيتون"، إلا أن نشاطه يتركز بصورة أكبر في مدينة "عفرين" ومدينة "الباب".
تشهد مدينة "عفرين" ومنذ ساعات الصباح الباكر اشتباكات متواصلة بين فصائل (أحرار الشرقية، الحمزات، السلطان مراد، الفيلق الثالث) المدعومة من "تركيا" وتجمع "شهداء الشرقية"، في إطار عملية أمنية واسعة الغاية منها القضاء على المفسدين، فيما أسفرت الحملة عن مقتل 12 من الطرفين وأسر 8 عناصر من القوى المهاجمة بينهم أحد العناصر الذين تمت تصفيتهم ميدانياً قرب دوار "النيروز" لرفضه أوامر قائده بقتال "شهداء الشرقية".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية