أصدرت هيئة الأركان في الجيش الوطني بيانا مقتضبا نبهت فيه إلى البدء بعملية تهدف لملاحقة "العصابات الخارجة عن القانون" في مدينة عفرين ومحيطها، موضحة أن العملية تأتي لمصلحة "ثورتنا وأهلنا وبلدنا".
وقال مصدر رفض نشر اسمه لـ"زمان الوصل" إن عملية الجيش الوطني بمشاركة الشرطة العسكرية الحرة تختلف هذه المرة عن كل العمليات التي سبقتها والتي قيل كثيرا إنها كانت بهدف ملاحقة الفاسدين والخارجين عن القانون، مؤكدا أن أهم ما يميز عملية عفرين الحالية، أنها مقتصرة على عناصر الجيش الوطني والشرطة العسكرية الحرة، وليس فيها أي عنصر تابع للفصائل، وهذا بحد ذاته يعطي أملا في أن الحملة ستكون جادة في محاربة هؤلاء الخارجين وعدم توسيط أحد من فصائلهم لحمايتهم، أو منع ملاحقتهم كما جرت العادة.
وقال المصدر إن الحملة باتت ضرورة ملحة في ظل وجود "جهات" اتخذت نفسها "دولة ضمن الدولة"، وبات لها مقرات ومحاكم و... تعمل لحسابها، رغم كل ما تم بذله في مناطق "درع الفرات" للقضاء على روح الفصائلية وإحلال منطق المؤسسات مكانها.
وأعرب المصدر عن تفاؤله بالوصول إلى أصحاب تجاوزات وانتهاكات، كان يصعب الوصول إليهم في حملات سابقة، لأنها كانت في أغلبها مبينة على مبادرات شخصية أو فصائلية، ولم تكن تحمل الطابع الرسمي الذي يمثله اليوم الجيش الوطني وجهاز الشرطة العسكرية الحرة.
وفيما تتعالى أصوات رصاص الاشتباكات في عفرين ومحيطها منذ بداية الحملة، ينتظر مراقبون مدى نجاح حملة "عفرين" الحالية في تحقيق أهدافها، ليحكموا بالفعل على كفاءة وشفافية واستقلال الجيش الوطني والشرطة الحرة، ومدى اتباعهما للقواعد المهنية والمؤسساتية التي لا تحابي أي متجاوز، مهما كان نفوذه أو انتماؤه الفصائلي والعائلي والمناطقي.
واندلعت اشتباكات اليوم الأحد، بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين فصائل تتبع "الجيش الوطني" وأحد الفصائل المحسوبة على "المقاومة" في مدينة "عفرين" شمال "حلب"، وذلك في إطار الحملة الأمنية التي انطلقت خلال الساعات القليلة الماضية بهدف محاسبة المفسدين في المنطقة.
في هذا الشأن قال "محمد الحلبي" مهجرٌ يقيم في مدينة "عفرين" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن الاشتباكات بدأت منذ منتصف ليل الأمس، بين عناصر الشرطة العسكرية المدعومة بـ"قوات خاصة تركية"، وبين مجموعات مسلحة متهمة بممارسة أعمال الابتزاز والسرقة بحق المدنيين والمهجّرين الذين يقطنون في "عفرين" على حدٍ سواء.
وأضاف "تركزت الاشتباكات في مناطق محددة من مدينة (عفرين)، ولا سيما في الأحياء التي تضم مقرات تابعة لفصيل (شهداء الشرقية) الذي يرفض الانصياع إلى القانون وتسليم مقراته حتى الآن".
وأشار إلى أن مدينة "عفرين" شهدت انتشاراً مكثفاً لعناصر الشرطة العسكرية والقناصين، والآليات العسكرية، كما أغلقت المدارس والأسواق والمحال التجارية، بسبب الاشتباكات الدائرة في المنطقة.
وعلمت "زمان الوصل" من مصدر عسكري خاص، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الحملة التي بدأت الحملة منذ الصباح الباكر، سبقها فرض حظر تجوال وإغلاق كامل لمداخل مدينة "عفرين"، في ظل قيام عناصر من "الجيش الوطني" باقتحام جميع مقرات فصيل "شهداء الشرقية" الذي أعلن عن حل نفسه في وقتٍ سابق.
وأضاف المصدر أن الحملة شملت العصابات التي اتخذّت مقرات لها في "عفرين" بغرض ممارسة الخطف والسرقة ضمن الأحياء السكنية، وتركزت بأحياء (الأشرفية، شارع الفيلات، الزيدية، المحمودية)، وأسفرت عن مقتل اثنين من "الجيش الوطني"، إضافةً إلى ثلاث جرحى جرى إسعافهم مباشرة إلى المشافي التركية.
ووفق المصدر ذاته فإن "شهداء الشرقية" قاموا بتسليم غالبية مقراتهم في حي "الفيلات"، كما ألقي القبض على عدد كبير من عناصر الفصيل، في وقتٍ ما تزال فيه الاشتباكات قائمة حتى اللحظة في حي "المحمودية" بعد قيام عناصره هناك بالاستيلاء على سيارة رباعية الدفع تحمل مضاداً نوع "دوشكا"، ورفضهم تسليم أنفسهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية