عندما قررت "كنانة" ترك مكان إقامتها في الكويت وزيارة بلدها سوريا، لم تكن تتصور أن أبواب السجون ستلتهمها كما التهمت مئات الآلاف من الأبرياء خلال سنوات الحرب.
وأمسى أهل "كنانة" مدانين لأنهم تقدموا بشكوى لدى المخابرات الجوية نهاية العام الماضي ضد "سماسرة" أرهقوهم في طلب الرشى ونهب مبالغ طائلة، مستغلين امتلاك عائلتها شركة في الكويت، حيث تقيم منذ عام 1991 حين غادرت دير الزور مع زوجها، وهم يزعمون أنهم سيسرعون بالإفراج عنها.
حال عائلة "كنانة.ش" كحال آلاف العائلات من ذوي المعتقلين والمفقودين في سجون قوات النظام التي تقع ضحية السماسرة، الذين يستغلون مصائبهم لنهب أكبر مبلغ ممكن منهم بزعم التحقق من مكان الاحتجاز والحالة الصحية والقدرة على التواصل مع ضباط ومسؤولين كبار للإفراج عن أبنائهم المعتقلين خلال سنوات قمع الثورة السورية.
هبطت السيدة الأربعينية مع بناتها الأربع الصغيرات في دمشق لقضاء إجازة لمدة شهر في منزلهم بحي "المزة" الدمشقي، فحولتها "المخابرات الجوية" إلى كابوس امتد سنة وعشرة أشهر في الأقبية المظلمة.
قبل أن تمضي 3 أسابيع اعتقلت "كنانة" وأختها التي قدمت لزيارتها جواً من مدينة "القامشلي"، وذلك على خلفية مشكلة مع أحد أبناء الضيفة، ثم عرضتا على محكمة الإرهاب في شباط فبراير الماضي، التي قضت ببراءتهما لكن "المخابرات الجوية" احتجزتهما من جديد، واستولى أحد عناصرها (ي. م) على المنزل، كما هي العادة مع من يصفونهم بـ"الإرهابيين".
وعلى خلفية مطالبة زوجها بالإفراج عن "كنانة" لتعود إلى بناتها الأربع، وجميعهن تحت 10 سنوات، منع من العودة إلى أرض الوطن.
وكانت روسيا أرسلت لجانا رسمية إلى دول الجوار السوري في الأردن ولبنان وتركيا لبحث مسألة العودة الطوعية لملايين اللاجئين، وذلك بعد إنشاء مركز لتنسيق عودة اللاجئين بالشراكة مع "وزارة المصالحة" بحكومة النظام، وعملت على إعادة دفعات منهم عبر معابر "تل كلخ" و"جديدة يابوس" و"نصيب" وسط تخوف من اعتقال الرجال العائدين على الأقل.
يذكر أن مئات العائلات في محافظات البلاد لجأت إلى دوائر النفوس للتأكد من مصير أولادها بعد اعتقال دام لسنوات طوال دون الحصول على أي معلومات عن مكان الاحتجاز والتهمة والحالة الصحية لهم، فحصل معظمهم على شهادات وفاة لمحتجزين داخل زنزاناتهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية