أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

موالون يتهمون أوقاف النظام بصناعة "الإرهابيين" وزيادة الفقر

أرشيف

تغصّ مداخل الأبنية في مدينة اللاذقيّة بالمشرّدين، ويحمِّل الموالون لنظام الأسد وزارة الأوقاف أسباب الفاقة، ويتناسون مسؤوليّة الأسد ونظامه عن الفقر الذي وصلوا إليه. 

*أسباب التشرد
تزايدت ظاهرة التشرّد في حدائق وشوارع مدينة اللاذقيّة مع انخفاض سعر صرف الليرة السوريّة منذ نهاية عام 2011، وتزامنت مع تسارع الحرب العسكريّة التي بدأتها قوّات الأسد وميليشياته على الشعب السوريّ في مختلف المحافظات، مما تسبب بنزوح أعداد كبيرة من الموالين للأسد من مختلف المناطق إلى الساحل، وغالبيّتهم من أصحاب الدخل المحدود أو الذين يخدم ذووهم في جيش الأسد، أو من الموظّفين الذين فضّلوا الاحتفاظ بوظيفتهم وراتبهم على البقاء في مدنهم وقراهم، التي أصبحت ضمن المناطق التي خرجت عن سيطرة السُلطة.

ترافق ارتفاع أعداد النازحين إلى اللاذقيّة مع ارتفاعٍ جنونيٍ ببدل الإيجارات، وذلك لزيادة الطلب عن المعروض من المنازل الشاغرة، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى السكن في الأقبية والمنازل قيد الإنشاء، دون توفّر أدنى مقوّمات المعيشة من ماء وكهرباء وخدمات صحية.

أضيف إلى ذلك أعداد كبيرة من المصابين أثناء العمليّات القتالية من الذين كانوا يؤدون خدمتهم الإلزامية مع بداية الثورة عام 2011، وتمّ الاحتفاظ بهم أو لم يتمكّنوا من الانشقاق، وهذا منعهم من العودة إلى ديارهم بعد تسريحهم من جيش الأسد، بسبب إصاباتهم التي أفقدتهم الأهلية الصحيّة التي تمكّنهم من الاستمرار.

*حالة من كثير
المجنّد المسرّح "محمود. ذ" يسكن وحيدا في خيمة صنّعها من قطع النايلون والكرتون في زاوية بستان يقع على طريق قرية "دمسرخو"، بعد أن سمح له صاحب البستان بذلك لقاء حراسته للبستان ليلا تحدث لجريدة "زمان الوصل" عن معاناته "أين أذهب، أنا من إدلب، وقاتلت لمدة 6 سنوات في جيش الأسد ضمن مرتبات القوى البحرية، وأصبت مرّتين في جبهة الساحل، أصبحت عاجزا عن المتابعة، تم تسريحي بعد إحالتي إلى لجنة طبيّة وحصلت على نسبة عجز 65 %، لا يمكنني العودة إلى محافظتي، فأنا خائن بنظر أهلي هناك، أعيش هنا وحيدا بلا ماء أو كهرباء، وعلى الرغم من مضي عدة أشهر على تسريحي لم يتم صرف تعويضاتي أو الراتب الذي أستحقّه، أعمل نهارا بجمع أطباق الكرتون وقطع البلاستيك التالفة، أبيعها للتجّار، هذا يوفر لي مصاريف أكلي وتبغي، وأعود ليلا إلى خيمتي التي لا تقيني حرّ الصيف ولا برد الشتاء، وأنتظر الفرج".

هذه صورة صغيرة من مشهد طويل يضم مئات الصور المشابهة والأشد قسوة أحيانا، وفي تفسير غريب مثير للشفقة يحمّل الموالون وزارة الأوقاف وحدها مسؤولية هؤلاء المشردين والجوعى بحجة أن أموال الموازنة السورية تذهب لبناء مساجد جديدة وترميم القديم منها. 

*حملة على الأوقاف
يتجاهل الموالون الأسباب الحقيقيّة للتشرّد والفقر الذي يعيشه الناس في المناطق التي تخضع لنظام الأسد، ويغضّون أبصارهم عن المليارات التي صُرفت على الحرب التي يخوضها الأسد ضد الشعب السوريّ من أجل بقائه في السلطة، والمليارات الأخرى التي يمتلكها رامي مخلوف وعائلة الأسد وتجّار الحرب.

حملة واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي شنّها الموالون على وزارة أوقافهم طالبوا فيها بإيقاف ترميم المساجد وبنائها، ومنهم من اعتبر ذلك إثارة للفتنة والطائفية.

فيما يلي بعض التعليقات التي نشرها موالون على صفحاتهم وعلى شبكات إعلامية محلية وفيها إساءات نتبرأ منها:
-ثائر نعوس: "لازم تحولوا الجوامع لمراكز إيواء للاجئين، حاج تفرخوا عناصر للقاعدة بسوريا، بس والله قيادتنا إلها دور بهالشي وهي اللي تاركة وزارة الأوقاف تصول وتجول". 
-جعفر حيدورة: "والله انتو اللي بدكم تصنعوا الإرهابيين، ما حاج اللي صار فينا من ورا الجوامع، بحضّكم تدفعوا للجرحى والمعاقين والمشردين ما أحسن من صلاتكم الكذابة".
-يوسف سمير يوسف: "لسا في 40 جامع بدن شي 400 مليار ليتعمرو ولبين ما يتعمرو بكونو هالمشردين يا ماتو يا بالسجن".
-هزار بيشاني: "يلي انصرف ع ترميم الجوامع بيعيش هلفقرا وبساعدهون كتير بدل ما يناموا بمداخل البنايات وعبواب الجوامع".

هذا بعض ما نشر، وهناك الكثير، وكان غضب الموالين على وزارة الأوقاف تصاعد عقب القانون الجديد الذي صدر مؤخرا ومنح الوزارة صلاحيات واسعة ومنها ما اتصل بعمل الوزارات الأخرى.

زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي