أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عن الفراخ والسياسة .. شوقي حافظ

سلسلة مطاعم كنتاكي للفراريج الأميركية الشهيرة افتتحت أول فرع لها مؤخرا في دمشق،وحظيت الفراخ الاميركية المقلية بقبول واسع من أهل الشام، الذين اكد كثير منهم ان معارضة السياسة الاميركية لا علاقة له بعشق الدجاج المكنتك، وهكذا فان رموز الحياة الاستهلاكية في الولايات المتحدة، يمكن توظيفها في اجتذاب تعاطف الشعوب، بدلا من العداء، واذا اقترنت وجبة الكولونيل سوندرز ذي اللحية مع تطورات ايجابية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة تنتهج الحيدة والموضوعية والعدالة في الشرق الاوسط وبقية مناطق العالم، فربما يتم الاستغناء عن خدمات البنتاغون وسي آي إيه نهائيا !
ويلفت النظر أن شركة ماكدونالدز الأميركية للوجبات السريعة، حققت العام الماضي ما قيمته 20 مليار دولار من مبيعاتها في فروعها المنتشرة بمختلف ارجاء العالم، ويرجع السبب في هذا النجاح إلى ان الشركة أدخلت في قوائمها بعض المأكولات الوطنية في كل دولة، وهذا المزج الذكي بين الوطني والعالمي، وفر حماية لسلسلة امبراطورية (ماك) الكبير، من مظاهرات الغضب المناوئة، والمعارضة للعولمة.. تلك التي تصبغ العالم كله بصبغة اميركية تطمس الهوية الوطنية للأمم والشعوب.. حتى في الأكل!
هذا الدرس العملي الذي تقدمه الفراخ الأميركية المقلية، جدير بان يتعلمه صناع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فالارباح الأميركية يمكن ان تتعاظم اذا تم مراعاة ثقافة الأمم وعدم التدخل في شئونها الداخلية، ومحاولة التعايش مع واقعها.. مع عدم السعي لفرض البورغر محل الفلافل والكولا بديلا للعرقسوس .. وهكذا ـ من منظور نفعي أميركي بحت ـ يربح الجميع، وتتحول مخازن الكروز والتوماهوك إلى هياكل حديدية صدئة.. برسم البيع كخردة !

جريدة الوطن العمانية

(96)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي