للوهلة الأولى ظننت أن الاسم له علاقة بنائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني، فلو تم نطق الاسم بعد تجزئته إلى مقطعين يجئ هكذا: فيتو ـ تشيني، وهو أمر قد يعني أن ديك أصبح صاحب سلطة تخوّله استخدام حق النقض (الفيتو) وهذا طبعا ما لم يحدث، والأقرب للواقع هو الاعتراض شديد اللهجة الذي أبداه المتحدث الرسمي للبيت الأبيض على تصريحات أدلى بها تشيني حول أمن الولايات المتحدة وانهيار الاقتصاد الأميركي، كأنما يريد المتحدث ان يقول لديك: فيتو .. تشيني أو كش ملك بلغة أهل الشطرنج!
لكن المسألة طلعت لا هذا ولا ذاك، واتضح أن الاسم ينصرف الى نوع شهير من المكرونة الايطالية.. موطن المعجنات المصنوعة من القمح الذي حاربت الامبراطورية الرومانية من أجل توفيره بغزو مناطق في شمال أفريقيا وشمال غرب آسيا.. كانت حروب الرومان من أجل عيون (الباستا) وملء معدة العالم بالبيتزا واللازانيا والاسباجيتي والكانيولوني وما لا نعرفه من أصناف المعجنات.. تلك التي التمعت لها صلعة الدوتشي بنيتو موسيليني وفتحت شهيته لاحتلال مناطق جديدة توفر القمح لروما، بينما انصرفت حروب تشيني وشركاه إلى معجنات من نوع آخر تملأ كروش المتحالفين بالنفط والغاز!
والحديث عن المعجنات الايطالية يقودني إلى زيارتي اليتيمة لروما منتصف السبعينيات، فعندما طلبت قهوة إكسبريسو مع قطعة بلاك فورست كيك في أحد المقاهي، حدجتني النادلة بنظرة غاضبة وقالت: نحن نقدم المعجنات الايطالية هنا فقط ولا علاقة لايطاليا كلها بالفطائر والمعجنات أميركية المنشأ، وهو رأي مثير ينسجم مع شعب يعتز بهويته الوطنية ولا يترك ثغرات تتسلل منها أي عناصر قد تطمس بعض ملامحها حتى في الأكل.. لهذا ربما من الأفضل لديك تشيني أن يستمتع بأكل فيتوتشيني ـ يأكل نفسه! ـ ويترك للادارة الجديدة حريتها في عجن وخبز سياسات مغايرة، قد تصلح ما أفسده عجين عصابة الأربعة السابقة في واشنطن!
جريدة الوطن العمانية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية