ازدادت معاناة الأهالي في مناطق متفرقة من الشمال السوري، جراء الارتفاع الكبير الذي طرأ مؤخراً على أسعار المحروقات، وهو ما وضع ذوي الدخل المحدود أمام خيارات صعبة، في ظل انخفاض درجات الحرارة وغياب الجهات المعنية عن ضبط الأسعار وتوفير بدائل مناسبة.
في هذا الشأن قال "محمد بعاج" أحد قاطني مدينة "اعزاز" شمال شرقي "حلب"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، ارتفع سعر برميل المازوت بشكلٍ ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية ليصل إلى 60 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سعره 40 ألف ليرة، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة الكثير من الأسر الفقيرة التي تعاني ظروفاً معيشية واقتصادية قاسية بسبب انتشار البطالة وانعدام مصادر الدخل.
وأضاف "على الرغم من انتشار استخدام الحطب كوسيلة فعالة للتدفئة في الشمال السوري، إلا أن قسماً كبيراً من تلك العائلات كانت تأمل بشراء المازوت لاستخدامه في أغراض التدفئة، لكونه أقل من حيث المخاطر وأسرع في الاشتعال مهما تقلبت حالات الطقس"، حسب تعبيره.
أرجع "بعاج" سبب ارتفاع سعر مادة المازوت إلى احتكار بعض التجار للمحروقات وتخزينها بكميات كبيرة نتيجة لزيادة الطلب عليها مع حلول فصل الشتاء، إضافة إلى كثرة الأخبار عن تحضير "تركيا" لشن هجوم عسكري محتمل ضد "قوات سوريا الديمقراطية" شرق الفرات، حيث قامت الأخيرة بالتضييق على طرق المحروقات التي تأتي من مناطق سيطرتها إلى الشمال السوري.
*ارتفاع بنسبة 50%
بدوره أشار "زهير منصور" أحد بائعي المحروقات في مدينة "الباب" إلى أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار المحروقات، هو جشع كبار التجار واحتكارهم لكافة أنواعها بصورة مفاجئة، علماً أن مادة الفيول وهي المادة الأولية لإنتاج المحروقات ما تزال ترد إلى المنطقة بكميات جيدة من مناطق سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية في "منبج".
وأضاف "ارتفع سعر برميل المازوت في الآونة الأخيرة بنسبة 50%، وفي الوقت الراهن يقدّر سعر ليتر المازوت بـ 300 ليرة سورية، في حين كان يباع سابقاً بنحو 200 ليرة سورية، أما مادة البنزين فيتراوح سعر الليتر الواحد منها بين 250 إلى 300 ليرة سورية".
وأشار "منصور" إلى أن أسعار المحروقات تتفاوت حسب نقاوتها وجودتها، إذ يقوم التجار وعقب شراء مادة الفيول الآتية من مناطق "وحدات حماية الشعب" بعمليات تكرير عن طريق حرّاقات جرى إنشاؤها خصيصاً لهذا الغرض، ليتم بعدها استخراج مشتقات نفطية متعددة مثل: البنزين، والكاز، والمازوت.
*آثار سلبية
إلى ذلك قال "حسن خليل" فلاح من مدينة "جندريرس" في ريف "عفرين"، إن ارتفاع أسعار المازوت رفع من تكلفة (أجرة) فلاحة الأراضي الزراعية، لتصبح بمقدار 2000 ليرة سورية، لكل دونم، بعد أن كانت في السابق 1500 ليرة سورية للدونم الواحد، ونجم عن ذلك توقف معظم الآليات الزراعية عن العمل والحراثة.
وأضاف لـ"زمان الوصل" قائلاً إن غلاء المازوت تسبب أيضاً بزيادة أسعار تعرفة وسائل النقل والمواصلات العامة، واشتراكات الكهرباء، فضلاً عن بعض السلع الغذائية من بينها الخبز الذي ارتفع ثمن الربطة الواحدة منه في مراكز التوزيع إلى 120 ليرة سورية، بوزن 500 غرام، و8 أرغفة خبز للربطة".
تزامن ارتفاع أسعار المحروقات مع انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، وأسفر أيضاً عن حالة استياء شعبي بين الأهالي في مختلف مناطق الشمال السوري المحرر، وسط غياب أي دورٍ فعال حتى الآن، من قبل الجهات الثورية المسؤولة فيها لضبط الأسعار وردع محتكري هذه المادة.
تشهد مدن وبلدات ريف "حلب" الشمالي والشرقي على حدٍ سواء، منذ حوالي الأسبوع تقريباً، أزمة كبيرة على مادة الخبز، بعد انخفاض إيرادات الطحين القادمة من "تركيا"، وزاد ارتفاع المحروقات من هذه الأزمة ما أدّى إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز إلى 200 ليرة سورية، وانخفاض كمية إنتاج الأفران والمخابز.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية