لم يمنع قصف الأسد لبعض المناطق المحررة في الشمال السوري خروج المظاهرات في الجمعة الحادية عشر على التوالي اليوم.
وقال مراسل "زمان الوصل" نقلا عن شهود عيان ومصادر محلية أن صوت المتظاهرين طغى على صوت المدافع في إدلب وريفها وريفي حلب وحماة، مشيرا إلى أنهم (المتظاهرون) جددوا التأكيد خيار إسقاط النظام في دمشق.
وأرخت محاولات النظام الهجومية وقصفه على مناطق في ريفي حماة وإدلب بظلالها على المظاهرات التي طالت في هتافاتها وشعاراتها ولافتاتها اتفاق "سوتشي" الذي يخترقه نظام الأسد وحلفاؤه مرارا دون حسيب أو رقيب من الضامنين.
وتسبب القصف الذي كان دافعا لإلغاء صلاة الجمعة في عدة مناطق بالشمال المحرر، تسبب بتراجع عدد نقاط التظاهر خوفا من ازدياد عدد الضحايا ووقوع مجازر.
وانشغلت بعض البلدات بتشييع ضحايا قصف الأسد مثل "خان شيخون" و"جرجناز" بريف إدلب، و"اللطامنة"، "كقر زيتا"، و"التريمسة" بريف حماة.
كما جدد المتظاهرون المطالب بالإفراج عن المعتقلين في معتقلات الأسد في جمعة حملت عنوان "كل المعتقلين قبل التفاوض ولا لإفراغ القرارات الدولية من مضمونها".
كما طغى على المظاهرات خبر قضاء 23 عنصرا من فصيل "جيش العزة" التابع لفصائل المقاومة السورية الليلة الفائتة خلال مساهمته في صد هجوم النظام في ريف حماة.
وشملت المظاهرات مناطق (إدلب المدينة، معرة النعمان، بنش، كللي، باتبو، دركوش، حارم، الدانا، أطمة)، إضافة إلى (تقاد، دارة عزة، المسطومة، وكفرلاها وغيرها).
وعزا الناشط الميداني أبو حمزة الزبداني تراجع عدد المظاهرات مقارنة مع الجمع السابقة، بقوله "إن قلوب جماهير المحرر معلقة هناك في الجبهات، حيث سقط الشهداء"، إضافة إلى خشية المتظاهرين من غدر قوات الأسد.
بينما قال الناشط السياسي والإعلامي "أبو محمود الريحاوي" "إن الجماهير التي خرجت على مدى أشهر متمسكة بثورتها وأهدافها وملئت الساحات بلافتاتها وحشودها وصدحت حناجرها تأييدا للثورة ومتمسكة بخيارها الحضاري صدمت اليوم بما حدث، فالكل يعلم أن في وضع تهدئة ووقف للعمليات القتالية، غير أن ميليشيا الأسد خرجت علينا اليوم بعدوان وحشي وفاضح لتؤكد على أنها لا يمكن أن تتخلى عن طبع العدوان والغدر".
وقصفت قوات الأسد عدة مناطق في ريفي حماة وإدلب غداة محاولة هجوم صدته فصائل المقاومة، فيما يبدوا أنه استباق لانطلاق جمعة جديدة من المظاهرات، التي سببت إزعاجا بالغا للنظام والروس، باعتبارها رسائل عملية نسفت من جهة دعايات "محاربة الإرهاب" التي يمتشقها الأسد وموسكو قبل كل هجوم على المدنيين، فضلا عما لعبته هذه المظاهرات من دور في إعادة الثورة إلى روحها الأولى، وتوحيد كثير من الأصوات والجهود على الهدف الرئيس القاضي بضرورة إسقاط النظام ونيل الحرية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية