أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قم للمعلم وفه التبجيلا كان يا مكان في قديم الزمان ... بتول عبدو

كل عام وجميع معلمينا الأكارم بألف خير وعسى أن تكون القرارات القادمة منصفة للمعلم وليست تجريدية كقرارات هاتين السنتين .. فلم يبق سوى تجريده من كرامته
نعم ودون احتجاج ... المعلم لهذه الأعوام يا حرام، وعندما نسأل طالب الثانوية العامة ماذا تطمح أن تكون يؤسفنا سماع كلمة أي شئ إلا أن أكون معلما
فلماذا أصبحنا نسمع كثيرا هذه الكلمات المؤذية لنا جميعا ..
إن هذا الطالب يجيب بشيء من الواقع وليس محضرا له ، يعلم كيف أصبح التلميذ ينظر للمعلم الآن
طبعا ليس كل المعلمين سواسية وليس كل التلاميذ سواسية ولكن النسب والمؤشرات العامة تقول ذات الشئ
كنا نشعر قديما أن وجود المعلم في الحي هو بركة وهو النور الذي ينير دروب أبناء هذا الحي أيا كان
نعم. أوليس المعلم هو منشئ الأجيال وهو الذي يعلم كل العلوم .. يعلمنا لنكون أطباء أو مهندسين أو معلمين أو.. أو..
أوليس بالمعلم قال الرئيس الخالد حافظ الأسد ( المعلمون بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة ) فإذا كنت أنت أيها الإنسان غاية هذه الحياة والمبدأ الذي تبدأ به فكم قيمتك كبيرة أيها المعلم ويا للأسف على من يأسف كونه معلما وكم هم كثر
أصبح أسفنا كبيرا على المعلمين ، يدخل المعلم حصته الدرسية هذه الأيام على صوت هذا التلميذ ونواء ذاك وموبايل أخر يصور أو يتكلم به في غفلة عن معلمه والشباب الحبيبة خارج المدرسة ينتظرون رنة موبايل عند خروج الفتيات من المدرسة ليتجمهروا عند أبواب المدارس ولهفة الحب وطول الانتظار يقتلهم (أعانهم الله )
كل هذه حركات موجودة ويتصرفها طلبتنا  استخفافا منهم بمعلميهم ، ولماذا هذه السلوكيات .. طبعا لقرارات كثيرة صدرت لصالح التلميذ ، ولكن تلامذتنا لا يقدرون معنى القرارات التي صدرت من أجلهم يفسرونها كما يحلو لهم من إساءة التصرف أو قلة الاحترام
منع الضرب .. منعت القسوة .. منع طرد التلميذ المسئ .. منع .. منع ...
جميل أن نصل لحضارة تمثل هذه القرارات ولكن يجب أن تكون القرارات عادلة لكلا الطرفين المعلم والتلميذ
نحن دائما عندما نتكلم لا نجمل كل المعلمين ولا كل التلاميذ ، ليس كل المعلمين بأدائهم منصفين وليس كل التلاميذ كذلك ولا نجمل أيضا المعلم الذي تخلى عن رسالته الخالدة في مهنته ولكن من تخلى عن الرسالة الخالدة من المعلمين هم قلة
ونعود لذكر معاناة المعلمين ولنأخذ مثالا سواء أنت أو أنت أعزائي القراء إذا كان لديك ثلاثة أولاد وعليك الاعتناء بهم مدة خمس ساعات كل يوم ويجب أن تكون أو تكوني دائما على أتم الاستعداد لكل شئ ..فما النتيجة لحالك بعد أسبوع؟
بثلاثة أولاد لا يمكن التعامل معهم أكثر من أسبوع ولكن كيف إذا كان لديك أربعين طالبا بغرفة صفية واحدة وبأثاث بأغلب مدارسنا قديم وبجو غالبا مختنق وبنصف نظافة ...
فأعانك الله أيها المعلم على هذا العام الدراسي الذي ستقضيه
ولكن لا تقلق فلديك العطلة الصيفية تنسى بها ما أصابك أثناء العام الدراسي .
آه عذرا .. لم يعد هناك عطلة صيفية فما أن تنتهي المراحل الانتقالية لتبدأ امتحانات الشهادة الإعدادية ومن ثم امتحانات الثانوية العامة وما أن تنتهي يا عزيزي المعلم من المراقبة ليتوجب عليك التصحيح ..( وهي تسلية كي لا يصيبك الملل في فصل الصيف )
وانك محسود على هذه العطلة وانك محسود أيضا فساعات دوامك خمسة أو ستة فقط . أنت بنعم كثيرة أيها المعلم ، ولكن ألا يدرك من يحسدك أن الإحصائيات التي أجريت على معدلات عمل الأفراد في المؤسسات والدوائر الحكومية في سوريا كانت نصف ساعة عمل فعلية يومية للموظف الواحد أما أنت فعمل خمس ساعات من خمسة وأنت محسود ومميز ( واللي صايرلك مو صاير لغيرك )
وكل عام وجميع أساتذتنا بألف خير واحذروا قبول الهدايا تحت طائلة المسؤولية ودمتم يا معلمي محافظة حمص على دخولكم حقل التجربة بدوام يوم عطلتكم السبت ولكم منا أولا وأخيرا كل التقدير

(123)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي