تدير مخابرات النظام حملة شائعات لإعادة تلميع الأسد، وإظهاره بصورة المنقذ والوحيد الذي يمسك بقيادة البلد، وتستغل رغبة المجندين والاحتياط بالتسريح وتطلق عبر الصفحات الموالية دعوات لتسريحهم، مع توجيه رسائل لـ "بشار" للنظر في وضعهم.
*حملة بإدارة أمنية
يعتبر نظام الأسد أنّه كسب الحرب، ونجح بالقضاء على الثورة السوريّة، لذلك فقد صدرت تعليمات مخابراتيّة إلى الجيش الإلكتروني "حسب قول مدير إحدى الصفحات الموالية في محافظة اللاذقية لـ"زمان الوصل" بتسليط الأضواء على معاناة دورات المجندين "103 و104" والمطالبة بتسريحهم، وتسريح كل من أمضى أكثر من 5 سنوات في الخدمة الاحتياطيّة في جيش الأسد، وتوجيه رسائل إلى "بشّار" من أجل إنصافهم.
ويضيف مدير الصفحة أنّ التعليمات كانت واضحة لإظهار "بشّار" بصفة الوحيد القادر على تحقيق مطالب المجندين، وإنّ التسريح يجب أن يظهر بصفة العطاء الكبير والمنحة من "قائد الوطن" وفقا للأوامر، وضرورة إظهار الأمر وكأنّه نوع من ممارسة حريّة الرأي، وأنّ المجندين يمارسون حقّا لهم، ويطالبون بمساواتهم مع الذين تمّ اسقاط الاحتياط عنهم.
*"بدنا نتسرّح"
وأطلقت حسب التعليمات حملة إعلامية باسم "بدنا نتسرّح"، شارك بها مجنّدون وإعلاميّون من كافّة تشكيلات الجيش "الحرس الجمهوري – الفرقة الرابعة – الخامسة – الرابعة عشر – حرس الحدود – إدارة المركبات..إلخ"، وتمّ تصويرها وكأنّها صادرة عن أشخاص لا يريدون إظهار شخصيّاتهم، وأنّها ممارسة لحريّة الرأي دون إعاقة من أحد، مع محاولة إظهار إعلام الأسد الموازي "وسائل التواصل الاجتماعي" بصفة المستجيب والمتعاطف مع مطالبة شعبيّة، وإنّه يأخذ دوره الإعلاميّ بحريّة مطلقة.
وترافقت الحملة الإعلاميّة المطالبة بالتسريح مع إشاعات أخرى أطلقتها نفس الصفحات، جاء بها تبشير بقرب التسريح وإنّ الوضع يتمّ دراسته، وقد أصبح في مكتب بشّار الأسد وهو سوف يعالج القضيّة.
كتب "أيهم غانم" مدير صفحة شبكة أخبار اللاذقيّة وطرطوس" أبشّركم التسريح قريب جدا للدورة 104 وأول دورة احتياط".
ونقلت "ريم محمد" المشرفة بنفس الصفحة عن "عماد الياس" رئيس "دائرة الوسيطة" في شعبة التجنيد قوله "إنّه سيتم تسريح جميع الاحتياط بشكل متتالٍ".
*تشكيك وتجنب لذكر القتلى
وبخطوة مدروسة مخابراتيا، حسب تصريح أحد المدوّنين لـ"زمان الوصل"، فقد طلبت منهم جهات أمنية التشكيك بالحملة والشائعات، والاكتفاء بمطالبات جزئية مثل تسريح الدورة 103 والدورة 104" والاكتفاء بطلب التخفيف من الدوام، كما وجّه لهم تحذير بعدم التذكير أو التلميح إلى القتلى من الدورات التي تطالب بتسريحها.
وفي هذا السياق كتب محمد أحمد عطوني "مو بس بدنا نتسرح ... بدنا يفك الاستنفار، ونداوم وننزل عالبيت متل الخلق والعالم".
وأكد "محمد سلوم سلوم" أنّ التسريح لن يشمل سوى أوّل دورة احتياط، وأضاف مع ذلك فقد قالوا إنّ التسريح سيشمل الاحتياط كله"
أمّا "حمادة فوال" فقد كذّب الإشاعة وكتب "ع أساس كان بأول الشهر، حاج كذب ولا بقا تخترعو حكي مو متاكدين منو، العساكر مو لعبة عند اللي خلّفكن".
ومن جهته قال العميد المتقاعد " نزيه –ج" لـ"زمان الوصل" إن كلّ ما يدور هو مجرد ألعاب مخابراتية وفقا لتعليمات تصدر من القصر الجمهوري، وتهدف إلى تضخيم أيّ قرار بالتخفيف عن المعاناة، وإظهاره بصفة المنحة والمكرمة من بشّار الأسد، وإنّه الرجل الوحيد في الدولة الذي يرعى شؤون المواطنين وأنّ ما سواه فاسد، وهذا يشبه ما كان يتم خلال سنواته الماضية وخلال حكم والده.
طارق حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية