لم ينبس النظام، ولا وزارة خارجيته حتى اللحظة ولو بكلمة توضح الموقف من قرار البرازيل نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، تأكيدا من هذه الدولة على شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للمدينة.
وليس ذلك فحسب، بل إن "عاصمة المقاومة والممانعة" كانت تستقبل وفدا برلمانيا من البرازيل وتحتفي به، في نفس الوقت الذي كان الرئيس البرازيلي المنتخب حديثا، جاير بولسونارو، يصرح مؤكدا: "سننقل سفارة البرازيل من تل أبيب إلى القدس. إسرائيل دولة ذات سيادة ونحن نحترمها".
ففي صباح اليوم الأحد، استقبلت خارجية النظام (التي يفترض أن تدين قرار البرازيل المتعلق بنقل سفارتها).. استقبلت بحفاوة وفدا برلمانيا برازيليا يتقدمه السيناتور "فرناندو دي ميلو" رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع الوطني في مجلس الشيوخ البرازيلي.
وتكفل باستقبال الوفد ولقائه معاون وزير الخارجية "أيمن سوسان"، الذي عرض "تطورات الأوضاع في سورية في ظل الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري ضد المجموعات الإرهابية والتي تعتبر نصرا للبشرية جمعاء وتسهم في حفظ الاستقرار والسلم والأمن الدولي برمته باعتبار أن الإرهاب لا دين له ولا حدود"، حسب ما نقل إعلام النظام حرفيا.
أما السيناتور البرازيلي الذي قررت بلاده نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، فقد عبر عن "تعاطف البرازيل مع معاناة السوريين جراء الإرهاب التكفيري، والارتياح لانتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب"، وأيضا حسب ما أورد إعلام النظام حرفيا.
وكان الوفد البرازيلي قد حظي قبل ذلك باستقبال حار في "مجلس الشعب" التابع للنظام، حيث طالب رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في المجلس "بطرس مرجانة" بالتنسيق بين سوريا والبرازيل بما "يؤدي إلى إنهاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري"، وثنى السيناتور البرازيلي "دي ميلو" على ذلك، معلنا "رفض البرازيل الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية"، حسب إعلام النظام.
ويلاحظ خلال اللقاءين أن مسؤولي النظام لم ينبسوا ببنت شفة، بل لم يلمحوا حتى لقضية نقل البرازيل سفارتها إلى القدس المحتلة، ربما خشية إغضاب "الأصدقاء" البرازيليين، الذين لم تنقطع زيارات وفودهم للنظام ولا دعمهم له، علما أن السفارة البرازيلية هي من السفارات القليلة التي بقيت مفتوحة لدى النظام، رغم كل إجراءات المقاطعة المتخذة من قبل دول العالم على خلفية انتهاكات النظام وجرائمه بحق الشعب السوري.
وهكذا غابت قضية نقل سفارة البرازيل إلى القدس المحتلة في إعلام "المقاومة والممانعة"، وتكفلت دوائره التي يفترض أن تدين الخطوة (وزارة الخارجية، مجلس الشعب)، باستقبال وفد برازيلي "رفيع" والاحتفاء به، وكأن شيئا لم يكن.
ويم الجمعة الفائت، أعلن الرئيس البرازيلي المنتخب "بولسونارو " قراره بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة بدل تل أبيب، لتكون البرازيل بذلك ثالث دولة في العالم كله تقدم على هذه الخطوة، بعد الولايات المتحدة وجواتيمالا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية