أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفوضى الكبرى ... طل الملوحي

منذ أن بدأ محمد علي باشا مشروعه النهضوي لتطوير مصر وجعلها في مصاف الدول الاوروبية في بدايات القرن التاسع عشر ثارت ثائرة الغرب وراح ينظر بعين الريبة والحذر بل والخوف من نجاح محمد علي في هذا المشروع فحاربته سياسيا وعسكريا وحجمته الى الدرجة التي تسمح بها .

وكان هذا قرارا من الغرب يقول لمنطقتنا العربية ممنوع عليكم ان تنهضوا او تتقدموا فأنتم بقرة اوروبا الحلابة .

فتقدم المنطقة العربية ونهوضها صناعيا وتجاريا وزراعيا كان يعني خلق فوضى كبيرة في اوروبا تتجلى في مشكلة الفائض من الانتاج في جهة واهتزاز الامبريالية السياسية التي كانت تعمل في خدمة الامبريالية الرأسمالية من جهة اخرى.

وبالاصل فقد كانت اوروبا تعلم أنها عاجلا ام اجلا ستخرج من المنطقة العربية كقوة مستمعرة وبعلاقة غير شرعية حملت بريطانيا جنينا نظرت اليه جلالة الملكة بعين العطف!

لينمو كالسرطان في قلب المنطقة العربية وكان هذا هو التدبير الاكبر والاعظم للقوى الاوروبية المستعمرة والبديل الاكثر خساسة عن الحروب الصليبية المجرمة,لكي تبقى فيما بعد تمارس سياسة خارجية قوامها بسط نفوذها الى ماوراء حدودها بعد خروجها من المنطقة العربية .

وهذا في تقديرهم الاستعماري ماسيسبب الفوضى لاجيال واجيال!

فوُجدت اسرائيل والفوضى معا في ان واحد في منطقة الشرق الاوسط,والتي اطلق عليها اخيرا الفوضة الخلاقة ,والحقيقة انها فوضى جرائم اوروبا منذ بدايات عهود الاستعمار والمستمرة الى الآن من قبل ربيبتهم اسرائيل فهي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود مرسومة ومعروفة في القانون ومعترف بها ,فهل هناك فوضى اكثر من ذلك؟

دولة سائبة بلا حدود يسكنها عصابات وشذاذ آفاق تُمثل بالامم المتحدة دولة حدودها مفتوحة من كل الجهات فكيف تسمى دولة والقانون الدولي لايعترف بدولة ليس لها حدود مدونة؟

ام انهم ينتظرون مقولة احد قادتهم التوسعيين "حدود اسرائيل هي آخر مكان يتوقف عنده الجندي الاسرائيلي"!

ان ما دعته امريكا بالفوضى الخلاقة لم تنج من آثاره فأصابها من تلك الفوضى مااصابها وان الفوضويين الجدد خلفوا مآسي كان منها :

الانهيار الاقتصادي والحرب الكارثية على غزة ووصول اليمين المتطرف الى حكم اسرائيل ـ مع عدم وجود فارق بين يمين ويسار فجميعهم قتلة ـ

اي بداية الطريق الى حرب جديدة تزداد معالمها وضوحا كل يوم بل ان اليهود المتصهينون بدؤوا يطمعون في انشاء كيان مستقل لهم في اوروبا فمنذ فترة ليست بعيدة طلبت رئيسة الجالية الصهيونية في المانيا من الحكومة الالمانية اعطاءهم قطعة ارض يتجمع فيها الصهاينة في شبه دويلة والحمدلله ان الحكومة الالمانية الخاضعة للابتزاز دائما رفضت هذا الامر في حينه.

واقسم انه سياتي الوقت الذي سيقوم به مخلوق فرنكشتاين المسخ هذا بالمطالبة بكيانات جديدة في مناطق كثيرة من الغرب عن طريق لوبياتهم المنتشرة بقوة في تلك البلاد!

ان الصهيونية تساوي الفوضى العالمية وماهو مطلوب الان ان يبدأ العالم بكبح جماح هذه الفوضى المدمرة التي ان استمرت لن تنتج الا فوضى اكبر واكثر تعقيدا وان نعود الى بعض النظام الخلاق الذي يمكن ان يعيد الى العالم والى منطقتنا العربية خاصة بعض السلام والاستقرار الذي قد يمكن من ظهور صياغة جديدة للتفاهم الدولي في هذا العالم الزاحف نحو الهاوية.

(103)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي