تعرّض المسعف "علاء العليوي" لعملية اختطاف على يد مجهولين في 18 أيلول سبتمبر الماضي أثناء قيامه بمهمة توزيع كفالات للأيتام بريف إدلب.
وطالب الخاطفون آنذاك بفدية مقابل الإفراج، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي حينها صوراً لـ"العليوي" بدت فيها آثار التعذيب والكدمات على وجهه وجسمه، وإثر ذلك أعلنت "منظمة سوريا الخيرية" التي يعمل معها "العليوي" عن تعليق كافة نشاطاتها الطبية والإغاثية وكفالة الأيتام وتوزيع السلل الغذائية لمدة أسبوع احتجاجاً على هذه الجريمة التي طالته.
وعمل "العليوي" مسعفاً وناشطاً إغاثياً مع منظمة "سوريا الخيرية -Syria Charity" منذ بداية الثورة، وبعد تهجيره من مدينة حلب وانتقاله إلى إدلب بقي في عمله لمدة ثلاثة أشهر، وبناء على طلبه انتقل إلى ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي ليفتتح هناك برعاية المنظمة مكتباً لرعاية الأيتام والعمل في المجال الإغاثي في قرية "كفر نبودة" بريف حماة الشمالي، وانتقل بعدها الى بلدة "صهيان" منذ ثلاثة أشهر.
وروى العليوي لـ"زمان الوصل" أنه كان يسلم الأطفال الأيتام إعاناتهم الشهرية في مكتب المنظمة بتاريخ 18 أيلول سبتمبر الماضي عندما اقتحمت المكان مجموعة مسلحة مؤلفة من 10 أشخاص، وطلبوا من الحاضرين الانبطاح.
وأردف محدثنا أن الأشخاص الذين كانوا ملثمين طلبوا منه بالذات النهوض واقتادوه إلى سيارة (فان) مملوكة للمنظمة، قبل أن يقيده أحدهم بالتزامن مع تلاسن وتضارب بينهما، فما كان من السائق إلا أن استدار وضربه -كما يقول- على رأسه بمسدس كان في يده فأغمي عليه وسقط على أرض السيارة.
ومضى "العليوي" سارداً تفاصيل اختطافه، حيث استعاد وعيه بعد أن رشه أحد المسلحين بالماء، ووُضع في غرفة صغيرة مع مختطف آخر، ولكنه لم يتمكن من التحدث معه بسبب مراقبة الحراس وتشديدهم، وبعد أسبوع من اختطافه جاء إليه عدد من الملثمين، وطلبوا منه إرسال مقاطع صوت لأهله وللمنظمة التي يعمل فيها فأرسل -كما يقول- مقطعاً لمنظمة (Syria Charity) تحدث فيه حسب ما طُلب منه، كما أرسل مقطعي صوت لابن عم له ولأهله.
بعد 7 أيام أُخرج المسعف المختطف خارج الغرفة التي احتُجز فيها وتم تعذيبه دون أن يعرف السبب، ليتضح فيما بعد أنها وسيلة ضغط على أهله للإسراع في إنهاء التفاوض معهم، وطلب الخاطفون في البداية -كما يقول- 200 ألف دولار وسمع بالرقم لأنهم كانوا يتحدثون مع أهله أمامه، ولم يعد يعرف أين وصل المبلغ، وعلم بعد نجاته أن المبلغ تم تخفيضه إلى 50 ألف دولار.
وكشف محدثنا أنه أمضى 32 يوماً من اختطافه في بلدة "معردبسة"، وكانت معاملة الخاطفين سيئة ولم تخلُ من التهديد والوعيد إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، وكان يقدم له الطعام مع رفيقه لمرة واحدة عصر كل يوم وأحياناً قليلة مرتين، وتم نقلهما بعدها إلى "سراقب"، حيث بقي يوماً واحداً، وهناك حصل اشتباك بعد هجوم شنته "هيئة تحرير الشام" على المكان، وبدأ الرصاص ينهال عليهم وحينها استغل الفرصة مع رفيقه المخطوف وهربا دون أن ينتبه إليهما أحد والقيود في يديهما، وسلما نفسيهما لنقطة تتبع "تحرير الشام"، لينقل بعدها إلى مكان إقامته في ريف حلب الغربي.
ولفت محدثنا إلى أن لديه شكوكاً حول الجهة التي خطفته، ولكن لم يتأكد وينتظر الحصول على أدلة وقرائن.
وكانت شبكة "نداء سوريا" قد نسبت في تقرير إحصائي إلى مصادر خاصة قولها إن عمليات الخطف وخاصة التي يكون هدفها الحصول على الفدية تتم عن طريق بعض الكتل في "تحرير الشام" المتمركزة في قرى بمحيط إدلب المدينة (فيلون – بكفالون) وبالقرب من "جسر الشغور".
وأضاف المصدر أن "هذه التشكيلات استقلت فعلياً عن الهيئة بسبب عدم رضاها عن نهجها وتحركاتها السياسية الأخيرة وتصريحها بوجود
علاقات دولية، حيث لم تعد تحصل على تمويل من قيادة الهيئة وتسعى لتأمين أموال عن طريق عمليات الخطف".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية