فيما يحتفل الآلاف من عناصر "قسد" والموظفين في الإدارة الذاتية الكردية والمجالس التابعة لها بذكرى السيطرة على الرقة، يستعد "مصفى الإبراهيم" مع عائلته لعام آخر خارج منزله، لأنه مازال عاجزا عن إعادة بناء ما دمرته الحرب.
مصطفى (50 عاما) واحد من آلاف الرقيين الذين هدمت المعارك بيوتهم ليواجهوا صعوبات جمة في إعادة بنائها لضيق ذات اليد وتجاهل الدول الممولة للحرب تعويضهم أو مساندتهم لترميم البيوت المخربة أو بناء غيرها.
يقول الرجل، وهو أب لأربعة أطفال جميعهم دون 13 عاما، إنه أمسى عاملا بـ"اليومية" ليعيل الأطفال ودفع 30 ألف ليرة سورية كأجرة منزل شهرية وثمن أمبيرات الكهرباء والماء، منذ وضعت الحرب أوزارها في الرقة العام الماضي، لتضع حدا لرحلة نزوح قاسية دامت 6 أشهر بمنطقة "الطبقة".
أفنى "مصطفى" شبابه يعمل في لبنان، ليشتري شقة في عمارة كانت تنتصب شرق "الحديقة البيضاء" وسط المدينة، لكنه خسرها بعد انقشاع غبار الحرب عن الرقة، حيث وجد البناء وضمنه بيته قد تحول إلى كومة ركام، ما أجبره على استئجار منزل في حي "الرميلة" على أطراف الرقة.
حالياً، بالكاد يكفي ما يكسبه "مصطفى" باليوم من عمله في تنظيف البيوت داخل أحياء المدينة مصاريف عائلته الضرورية، رغم خطورة هذا العمل بسبب انتشار الألغام والمقذوفات الحربية بأنحاء المدينة، فيقول: "اليوم الذي اعمل فيه ناكل".
لا يتوقع الرجل أنه سيكون قادرا -بالمدى المنظور- على إعادة بناء منزله أو شراء آخر، ما لم يحصل على تعويض.
في اليومين الماضيين، احتفل عناصر "قسد" وقيادات الإدارة الذاتية الكردية وبعض وجهاء عشائر الموالين لها في المعلب الأسود بالذكرى السنوية الأولى للسيطرة على مدينة الرقة، التي انسحب منها تنظيم "الدولة" في 17تشرين الأول/أكتوبر 2017.
وذكر مجلس الرقة في بيان ما يقارب 1845022.28 دولار دخلت صندوق لجنة "إعادة الإعمار" لإزالة ما يقارب مليون م3 من الأنقاض من شوارع الرقة.
وصرف مبلغ 700000 دولار على مشروع النظافة والصرف الصحي والمياه وعلى تأهيل خط الكهرباء السادس توتر عالي 230 ك ف و5 أقنية للري بمبلغ 7900 دولار إلى جانب دعم محطات مياه الشرب الرئيسية (الكالطة والوديان والزاهرة وتل السمن).
وأشار إلى أن الصرفيات بلغت منذ تأسيسه في نيسان/ابريل العام الماضي ما يزيد عن 33255319.15 دولارا.
أما المواد والمستلزمات والآليات المقدمة من التحالف فقد قدرت بمبلغ 5529113 دولار.
وبلغ عدد السكان المتواجدين في الرقة وأريافها الشمالية والشرقية والغربية ما يزيد عن 700 ألف نسمة، يواجه عشرات الآلاف منهم وخاصة سكان المدينة ظروفا مطابقة لأحوال "مصطفى" وعائلته.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية