أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

توريط مصر في الحرب على المقاومة الفلسطينية ... أ.د. محمد اسحق الريفي

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون والكيان الصهيوني إلى توريط مصر في الحرب على المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حركة حماس، وذلك عبر ابتزاز مصر وإجبارها على المشاركة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لمنع تهريب السلاح إلى غزة وحماية أمن كيان الاحتلال الصهيوني.

فقد جعلت الولايات المتحدة مهمة محاربة إمداد غزة بالسلاح أولوية لها، بالشراكة مع الكيان الصهيوني، وفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعتها ليفني ورايس (16/1/2009) قبيل نهاية الحرب الصهيونية على غزة، والتي تهدف إلى حشد القوى الدولية والإقليمية لمنع تهريب السلاح إلى غزة. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إنجاز هذه المهمة عبر إسنادها إلى قوى إقليمية في منطقتنا تعمل بالتوازي مع قوى عالمية، مهددة بمعاقبة الدول التي تمد غزة بالسلاح أو تلك التي ترفض المشاركة في هذه الحملة الدولية الرامية إلى تضييق الخناق على غزة ومنع المقاومة الفلسطينية من امتلاك السلاح أو تطوير قدراتها العسكرية.

ويأتي اجتماع لندن اليوم (13/3/2009) واجتماع كوبنهاغن الذي سبقه (6/2/2009) للبحث عن آليات لتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مذكرة التفاهم. وبما أن نجاح هذه الحملة يعتمد إلى حد كبير على التعاون الإقليمي في هذا المجال، فستتضمن هذه الآليات تعميق تورط بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة وخصوصاً مصر في عملية منع دخول السلاح إلى غزة والتعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والكيان الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية. فصحيح أن قادة الكيان الصهيوني أدركوا مدى صعوبة تحقيق أهدافهم العسكرية بكسر شوكة المقاومة الفلسطينية أو إضعافها، وأن المواجهة العسكرية مع حركة حماس تكلف جيش الاحتلال ثمناً باهظاً، غير أن هذه الحملة الدولية لها أبعاد أخرى، في تهدف إلى تجنيد مصر للتصدي للمقاومة الفلسطينية وتشويه القضية الفلسطينية.

وقد تبدي مصر ودول عربية أخرى رفضها للمشاركة في هذه الحملة، ولكنها عملياً لا تستطيع مقاومة الضغط والابتزاز الأمريكي. وفي الحقيقة، يطمح الأمريكيون وحلفاؤهم الأوروبيون والصهاينة إلى تحويل الصراع الصهيوني-الفلسطيني إلى صراع مصري-فلسطيني، ويحرصون على استغلال التناقضات بين حركة حماس والنظام المصري ويعملون على تعميقها، لاختزال القضية الفلسطينية في مشكلة "غزة المتمردة"، بحسب وصفهم، والتأثير السلبي على التفاعل الشعبي العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية.

ومن المؤسف أن نجاح هذه الحملة يعتمد على تعاون دول عربية "معتدلة" مثل مصر!! فالكيان الصهيوني يملي مطالبه على العالم من خلال الولايات المتحدة، التي تبادر إلى قيادة الحملات الدولية وتمولها وتدعمها تقنياً ولوجستياً، وتستغل نفوذها لإصدار القوانين الداعمة للمطالب الصهيونية، وتتوعد العرب الذين يستنكفون عن التعاون معها بالعقوبات الصارمة. أما الدول الأوروبية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فتقوم بوضع الآليات لتفعيل الخطط الأمريكية وتتولى العمل الدبلوماسي "الناعم" وتوجيه العرب وإرشادهم إلى المساهمة الفاعلة في هذه الحملات، لتجد الدول العربية "المعتدلة" نفسها مضطرة إلى الموافقة على ما يطلب منها دون تلكؤ. وفي نهاية المطاف، يتولى رجل الأمن العربي وخصوصاً المصري مسؤولية التنفيذ، ليتحول إلى حارس مخلص وأمين للاحتلال...!!

ورغم ذلك، يدل اجتماع لندن وما سبقه من اجتماعات على أن هناك تراجعاً في الموقف الدولي تجاه حركة حماس، سيما بعد فشل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب والكيان الصهيوني في إقصاء حركة حماس عن السلطة وكسر إرادة شعبنا الفلسطيني وتحريضه ضد حركة حماس، إضافة إلى فشل الكيان الصهيوني في القضاء على حركة حماس وإضعافها عبر شن حرب عسكرية وحشية على شعبنا الفلسطيني في غزة...

ولكن أين الجهود العربية للتصدي لهذه الحملة وحماية المقاومة الفلسطينية؟!

إن رد شعبنا الفلسطيني على هذه الحملة هو رفض المساومة على حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال. أما بالنسبة للعرب، فإن تزويد غزة بالسلاح هو مقياس التضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة القضية الفلسطينية.

13/3/2009

(88)    هل أعجبتك المقالة (89)

الهام

2009-04-01

يمكنني أن أقول أن مصر خانت العرب بمساعدتهالاسرائيل وعدم مساندتها للفلسطينيين لكنك لم تشر الى ذلك بل اعتبرت مصر سقطت في فخ الصهاينة وهذا غير صحيح بل هي التي أرادت أن تعمل لصالح اليهودوأن تمنع وصول السلاح الى فلسطين عن قصد ليرضى عنها الاسرائليون.وشكرا .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي