يتوقف التمويل المخصص لتأمين المياه من قبل المنظمات الدولية مع بداية شهر تشرين الثاني نوفمبر في ريف اللاذقية، الأمر الذي سيتسبب بمعاناة كارثية لأهالي المخيمات التي يبلغ قاطنوها أكثر من 40 ألف نسمة.
*توقف التمويل
أبلغت منظمة "أكتد" مدراء المخيمات في ريف إدلب الغربي القريبة من الحدود التركية "خلال اجتماعها معهم يوم أمس السبت" قرارا غريبا ومفاجئا، وهو توقّفها عن تمويل نشاط تأمين المخيمات بالمياه.
تواصلت "زمان الوصل" مع مدير أحد مخيمات قرية "خربة الجوز" اوهو "عبد الجبار خليل" الذي أكّد المعلومات حول توقّف الدعم المالي اللازم من أجل تامين المياه إلى كافة المخيمات المنتشرة من منطقة "دركوش"، وحتى ريف اللاذقية، تمّ ذلك خلال اجتماع طارئ دعت إليه كافة مدراء المخيمات، وبرّرت المنظّمة توقّفها عن التمويل بسبب امتناع "O F D A" عن توقيع المنحة المالية، الأمر الذي يعني توقف الدعم المالي للمنظمة.
وأضاف "جاء هذا التوقّف بشكل مفاجئ، ولم يمنح مدراء المخيمات فرصة زمنية للبحث عن بديل، ولا يوجد سوى ثلاثة أيام متبقية لإيجاد حل".
ونوّه إلى أنّ تامين مياه الشرب لسكان المخيّمات قد تتوقف بالكاملّ، وكذلك سيتوقف العمل على تأمين مياه النظام، وخدمات الصرف الصحي، وهي النشاطات التي كانت المنظّمة تقوم على تأمينها.
وناشد السيد "عبد الجبار" كلّ المنظّمات الإنسانية المهتمة بهذا الشأن للمسارعة إلى سدّ الفراغ الذي سيقع، والذي سينعكس سلبا على وضع النازحين والعاملين في هذا القطّاع.
*فقر وبطالة ونقص خدمات
وشدد عل ضرورة تأمين الخدمات بأيّة طريقة، وبأنّهم لن يتركوا وسيلة إلا وسيعملون عليها لمنع توقف المياه من الوصول.
وأشار إلى أنّ تأمين المياه يحتاج إلى ثمن الوقود للآليات والصهاريج وصيانة الآليات وأجور العمال وثمن المياه، ومصاريف تشغيل المضخات من الآبار المحفورة وكافة الأعمال الأخرى المتعلقة بتأمين مياه النظافة وتصريفها.
وتضم مخيمات الساحل أكثر من 50 ألف نسمة، نزحوا إليها من ريف اللاذقية مع تقدم قوات النظام السوري تحت الغطاء الجوي الروسي في بداية عام 2016، بالإضافة إلى مجموعات نازحة من مدينة بانياس والقرى المجاورة لها إثر المجازر التي اقترفتها ميليشيات الأسد الطائفيّة وآخرها المجزرة الواقعة على أهالي "البيضة" و"البساتين" بقيادة الإرهابيّ التركيّ "علي كيالي" (معراج أورال)، وأيضا تضمّ المخيّمات أعدادا من النازحين من ريف حمص الشمالي ومحافظة حماة.
وأكد المهندس "محمد -ع" الذي يسكن في أحد المخيمات لـ"زمان الوصل" أنّ جميع السكان يعانون حالة فقر شديدة، حيث كانوا يعتمدون على المساعدات التي كانت تقدّمها المنظمات الإنسانية قبل أن تتوقّف منذ فترة طويلة عن تقديم السلل الغذائية لهم، الأمر الذي تسبب بكارثة إنسانية وصلت إلى حدّ الجوع.
وأضاف يعاني جميع السكّان من البطالة بسبب نزوحهم من قراهم ومزارعهم، وعدم وجود فرص للعمل، وامتناع المنظّمات عن تمويل مشاريع إنتاجية والاقتصار على المساعدات العينيّة التي كانت تقدمها.
في حين أكد المدرس "أسعد خالد" أن امتناع المنظمات عن تمويل ما هو إنتاجي أو تمويل إمداد المخيمات بالمياه يهدف إلى تحقيق غايات سياسية، تؤدي بالنهاية إلى إجبار المواطنين على العودة إلى المناطق التي نزحوا منها، ومازالت تحت سيطرة نزام الأسد.
وأضاف "لا يمكن أن تؤدي هذه التصرفات إلى أيّ شكل من المصالحات مع النظام، فالثقة معدومة، ومعظم سكان المخيمات قدّموا ضحايا من أجل تحقيق أهداف الثورة، ومعظمهم أخ لشهيد أو مصاب أو معتقل".
ونوّه إلى أن أغلب سكان المخيمات هم من النساء والشيوخ والأطفال والأيتام.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية