شهدت مدرسة من أكبر المدارس بدمشق خلال الأيام القليلة الماضية ما يمكن تسميته اضطرابا أو إضرابا نفذه قسم من طلابها، بعد إقالة مدير المدرسة على خلفية مشكلة له مع ابن أحد ضباط النظام.
وبغض النظر عن الروايات المتضاربة التي انحازت لهذا الطرف أو ذاك، فقد ثبت أن "وسام نوفل" مدير ثانوية "بسام بكورة"، الواقعة في حي المزة 86، احتك بشكل أو بآخر مع الطالب "مصطفى"، ابن العميد "حسن باخوخ" مدير قسم شرطة المزة الغربي.
وقد نجم عن هذا الاحتكاك، تقديم شكوى ضد المدير من قبل والدة الطالب (تعمل محامية)، فضلا عن إرسال دورية شرطة للقبض عليه، وجلبه موجودا.
وروى "نوفل" لبعض وسائل إعلام النظام وقائع تكشف الواقع المافيوي الذي تعيشه سوريا تحت ظل بشار الأسد، حتى ضمن أهم أحياء العاصمة، قائلا إن الشرطة حاولوا استدراجه إلى خارج المدرسة بهدف اعتقاله، موهمين إياه أن صديقا له ينتظرنه في الخارج، وعندما خرج حاولوا القبض عليه إلا أنه فر منهم ولاذ بالمدرسة.
وحسب رواية "نوفل" فقد اتصل قسم شرطة المزة الشرقي به لاحقا، وأعلموه بأن أسرة "مصطفى باخوخ" أسقطوا حقهم، وتم طي القضية، ولكن المدير عاد ليسمع من الطلاب حديثا يخبره أن زميلهم "مصطفى" سيعمل على إقالته بكل ما يستطيع.
وبالفعل صدر قرار موقع باسم مدير التربية في محافظة دمشق "محمد مارديني" ينهي فيه تكليف "نوفل" بإدارة ثانوية بسام باكورة، بانيا قراره على محضر اجتماع "اللجنة الثلاثية"، دون أن يفصح عن مضمون هذا المحضر.
ولاحقا وبعد أن ثارت القضية على وسائل التواصل، وتحركت مجموعات من طلاب "بسام بكورة" فيما يشبه الإضراب الذي لم تعهده المدارس في ظل حكم الأسد.. عمد "مارديني" إلى شرح مسوغات قراره مدرجا إياها في 5 نقاط، أهمها: مخالفة المدير المقال للأنظمة، قيامه بابتزاز الطلاب وذويهم، عدم تعاونه في تنفيذ خطط نقابة المعلمين والمنظمات الشعبية.
وقد شرح "نوفل" المقصود بالمنظمات الشعبية، حينما قال إن الاتهام الأول الذي بني عليه قرار الإقالة يتعلق بكونه –أي نوفل- معيقا لعمل "الفرقة الحزبية" في المدرسة.
وكشفت هذه الواقعة الجديدة المتجددة عن مسار التدهور المتواصل الذي تسلكه مختلف المؤسسات القابعة تحت سلطة النظام، وفي مقدمتها "المؤسسات التربوية والتعليمية"، والتي باتت بحسب شهادات متقاطعة مرتعا خصبا للترهل والتسيب، ومكانا لتجاوزات خطيرة بما فيها انتشار تعاطي المخدرات.
ويعد "العميد حسن باخوخ" أحد ضباط الشرطة الكبار لدى النظام، وقد عمدت موسكو إلى "تكريمه" خلال خريف العام الماضي، حينما قدم له "اللواء إيكر كليمف" رئيس ما يسمى مركز المصالحة الروسي، بطاقة ورد فيها: "قيادة مركز مصالحة الأطراف المتحاربة الروسي، تثني على جهودكم وتقدر إخلاصكم وتفانيكم في العمل، وأدائكم الاحترافي في تنفيذ مهامكم، وجهدكم المبذول في الحرب المشتركة لتحقيق النصر على الإرهاب الدولي".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية