ترك نظام الأسد أسر الضحايا الذين سقطوا أو جرحوا في سبيله عرضة للفاقة والجوع، وأصبح قسم كبير منهم عالة على المجتمع، وعندما ضاقت بهم السبل اتجهوا إلى التسوّل لتأمين قوت يومهم، رغم أنهم ما يزالون يسبّحون بحمد قائدهم، ويناشدونه لمساعدتهم.
*الأسد يترك جرحاه للجوع
تواصلت جريدة "زمان الوصل" مع المعاق "علي -د" المتطوع السابق بجيش النظام من محافظة طرطوس، وهو مصاب بشلل في طرفيه السفليّين، نتيجة إصابة تعرض لها أسفل الظهر خلال مشاركته بمعارك جيش الأسد في ريف اللاذقية قبل أربع سنوات، واطلعت على ما آلت إليه أحواله بعدما صار مقعدا.
"علي – د" أبٌ لطفلين، يسكن منزلا مستأجرا بمبلغ 25 ألف ليرة سورية في مدينة طرطوس، وزوجته غير موظّفة، ويبلغ راتبه التقاعدي 35 ألف ليرة، يعاني من الفقر المدقع، وصل به الأمر إلى عدم القدرة على تأمين طعام أطفاله، ويحتاج إلى علاج دائم، حيث يزوره معالج فيزيائيّ مرتين أسبوعيّا، ويتقاضى 2000 ليرة سورية عن كل جلسة علاج.
ناشد "علي" كل الجهات المسؤولة، لكن أحدا لم يستجب له، حسب قوله، واتهم وزارة الدفاع بالفساد وسرقة الأموال المخصصة لإعانة مصابي الحرب.


أما عن كيفية تأمين حاجات أسرته فقال "لولا أهل الخير لمتنا من الجوع"، وأضاف متحسرا "ماني مستغرب كيف ضليت طيب بعد الإصابة، مستغرب كيف لساتني عايش وأنا ما معي حق أكل، وتخلى عني الكل، صرت عالة عم يهربوا مني".
ورغم أن عينيه نطقتا بشيء مختلف إلا أنه أعلن استمرار ولائه لمن كان سبب ما هو فيه، وقال "بشار الأسد سيدنا ومعلمنا وقائد الوطن، ونحن على استعداد للتضحية مرارا وتكرارا لأجله، فهو الذي يحمينا ولولاه لما كنّا أحياء".
هذه عيّنة من ضحايا الأسد، غير أن هناك كثيرين، يفترشون شوارع طرطوس وغيرها من المدن السورية متسولين لقمة العيش.
*تسوّل بطريقة مبتكرة
تشهد ظاهرة التسوّل في طرطوس تطورا نوعيا، حيث انتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ويتّخذ المتسوّلون صفة مصاب حرب، أو أسر فقيرة لعائلات قتلى من عسكريّين أو ميليشيات قاتلوا مع الأسد، يستخدمون الصفحات العامة على فيس بوك لطلب المساعدة.
كتب أبو عيسى إبراهيم من قرية "الصفصافة" على صفحة "مجتمع طرطوس": مساء الخير أصدقائي، للمرة الثالثة أنشر البوست، ساعدني ثلاثة أصدقاء هذه مقدرتهم، وأنا أدعو لهم دائما، ولكن لم يكن الأمر كافيا، فأنا عسكريّ مصاب، ولدي 4 أطفال، أناشد أصحاب الأيادي البيضاء مساعدتنا، حتى نتمكّن من إيفاء ديوننا وتفير حاجات أسرتنا، ومن يستطيع المساعدة فليكلّمني على الخاص".
ظاهرة تسول معاقي وجرحى الجيش لم تحرك ساكنا لدى الجهات المختصة لكنها أثارت حزنا مجتمعيا، وتعاطفا لا يرقى إلى حد المساعدة بسبب عدم القدرة أو السلبية.


المدرّس "محمد – ض" قال في اتصال مع "زمان الوصل" ما هكذا تورد الإبل، قدموا شبابهم وحياتهم فداء للوطن، حاربوا "الإرهابين" منهم من قتل ومن من أصبح معاقا، على الدولة أن تقوم بواجبها بتأمين احتياجات الأسر الفقيرة من ضحايا الجيش" وأكد عن رغبة الناس بمساعدة هؤلاء لكن الغالبية العظمى لا تمتلك القدرة على ذلك.
وأشار إلى أن هذه نتيجة طبيعيّة للحرب التي خاضها أبناء الطائفة العلويّة إلى جانب الأسد، رغم أنهم على يقين بأنّه سيرحل ويتركهم لمواجهة مصيرهم، لكنه استهجن ان يدعهم للمرض والجوع وهو ما يزال بسدة الحكم بفضل تضحياتهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية