استعاد المحامي والناشط الحقوقي "نبيل الحلبي" ذكرى اغتيال "داني شمعون" وزوجته "انغريد" وطفليهما "طارق" و"جوليان" في مثل هذه الأيام من عام 1990 وبعد أقل من اسبوع على غزو جيش الأسد والميليشيات المتعاونة معه لقضاء "بعبدا" مقارناً هذه المجزرة بمجازر مثيلة ارتكبت بحق أطفال على يد قوات النظام في سوريا.
وروى "الحلبي" أن جيران "شمعون" لم يسمعوا صوت الرصاص، لكن أحدهم سمع صوت أحد الطفلين وهو يصرخ: لا .. لا .. لا باللغة الأجنبية قبل أن يخفت صوته إلى الأبد وتُنتشل جثته قرب السرير، حيث كان يحاول الاختباء تحته على ما يبدو.
وأردف "الحلبي" في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أن النظام الأمني القضائي في لبنان حاول بعدها إلباس الجريمة الى الدكتور "سمير جعجع"، لكن كل المعالم والأدلة والواقعات والشواهد كانت تشير إلى النظام السوري الذي أدخل ثقافة الاغتيالات مع دخول جيشه إلى لبنان عام 1976.
وروى المحامي المعروف بدفاعه عن الثورة السورية أن حافظ الأسد اتصل بالرئيس اللبناني حينها "الياس الهراوي" ليسأله هل يشكون بأحد فأجابه أن هناك تحقيقاً جارياً وهنا قال حافظ:"فتشوا عن أدوات اسرائيل..وراء قتل الأطفال دائماً تكمن أصابع إسرائيلية.".
وأعاد التاريخ ذاته حيث وقعت بعد 22 عاماً مجزرة "الحولة" التي كان جل ضحاياها من الأطفال وبعدها بعامين وقعت مجزرة "رأس النبع" في "بانياس"، بعد اقتحام ميليشيات الأسد للبلدتين، وفي كلا المجزرتين سقط عشرات الأطفال، بعد أن حاولوا الاختفاء عن المجرمين في خزائن البيوت أو تحت الأسرّة قبل أن يجهز عليهم القتلة بالسلاح الأبيض.
و"داني شمعون" (1934 -1990)، سياسي لبناني ماروني، وهو النجل الأصغر للرئيس السابق "كميل شمعون"، تولى منصب الأمين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" سنة 1983 ثم منصب رئيس الحزب سنة 1985 خلفاً لوالده، وأسس سنة 1988 الجبهة اللبنانية الجديدة التي دعمت قائد الجيش العماد "ميشال عون" يوم كان على رأس الحكومة الانتقالية، إلى أن كان سقوط هذه الحكومة والسيطرة على قصر "بعبدا" في 13 تشرين الأول أكتوبر/1990، لكن بعد 8 أيام، تمّ اغتيال "داني شمعون" وزوجته الثانية "انغريد عبد النور" المولودة في ألمانيا، وولديهما طارق (7 سنوات) وجوليان (5 سنوات)، فيما نجت ابنتاه "ترايسي" و"تمارا" التي كانت في الشهر العاشر من عمرها، وبقي مدبرو الاغتيال مجهولين، وقد وجه البعض أصابع الاتهام إلى "إيلي حبيقة"، لكن المجلس العدلي أدان "سمير جعجع" قائد "القوات اللبنانية" بقتله وحكم عليه بالسجن المؤبد وذلك في عهد السيطرة الأسدية على لبنان.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية