"كنت أحاول الوصول إلى تركيا مع عائلتي، لكننا علقنا هنا منذ شهرين، لإن إدارة المخيم ترفض إعطاءنا الأوراق الثبوتية"، يرى النازح "علي العبدالله" هذا التصرف مصدر معاناته، قبل هطول الأمطار التي تنذر ببدء فصل البرد بالمنطقة الصحراوية بين دير الزور والحسكة.
يقول علي (28 عاما) إنه من لطف الله بالنازحين، وجود مخيم "أبو خشب" الصحراوي على أرض مرتفعة بعض الشي، ما يمنع تجمع مياه الفيضانات والسيول التي شكلتها أمطار هذا الصباح، مؤكدا أنه والكثير من قاطني المخيم لم يستطيعوا النوم الليلة الماضية بعد تسبب الرياح والأمطار باقتلاع 5 خيام.
وحاول النازحون الاستعداد للأمطار عبر شراء قطع "المشمع" لتغطية الخيام بهدف منع تسرب المياه إلى الداخل، لأن المنظمات لم تزر المكان منذ شهر تقريبا.
يعتقد "علي"، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله الأربعة منذ شهرين في مخيم "أبو خشب" أن بدء فصل الشتاء بالأمطار والفيضانات سيعمّق معاناتهم، ما لم تعطِهم إدارة المخيم أوراقهم الثبوتية وتسمح لهم بالذهاب إلى وجهتهم.
ويأمل الرجل أن يصل إلى تركيا ليعمل في الإنشاءات، مهنته الأصلية، بهدف إعالة أطفاله إلى جانب والديه وإخوته الذين نزحوا معه عن مدينة "موحسن" إلى "الطيانة" عقب سيطرة النظام عليها العام الماضي.
يعيش قاطنو مخيم "أبو خشب" وسط ظروف إنسانية سيئة للغاية مع انعدام الرعاية الصحية وفقدان الحليب ومادة الخبز، ما يضطر الأهالي إلى شراء الطحين وصناعة الخبز على الصاج.
ولعدم وجود مرافق خدمية وصرف صحي تغطي حاجة أعداد النازحين عمل الكثير منهم على الاعتماد على "حفر فنية" صغيرة لبناء مراحيضهم الخاصة ضمن المخيم.
أسست ميليشيات "قسد" مخيم "أبو خشب" بتاريخ 6/10/2017 ثم توسع حتى أمسى يضم 400 خيمة تحوي ما يقارب 3 آلاف شخص معظمهم أطفال ورجال ونساء فروا من المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بالرقة ودير الزور، وقد حولته إلى مخيم بعد أن كان مجرد نقطة تفتيش وتحقيق مع النازحين وتجميع قبل نقلهم إلى مخيمات "العريشة" (قانا) والمبروكة" و"عين عيسى".
وتحتفظ إدارات مخيمات الحسكة ودير الزور والرقة بأوراق النازحين الثبوتية لكي تضمن عدم مغادرتهم ولإجراء إحصائيات بهدف الحصول على إعانات من المنظمات والجمعيات الإنسانية الدولية والمحلية.
وتظاهر العديد من النازحين في مخيم "المبروكة" يوم الخميس الماضي للمطالبة بتغيير إدارة المخيم واحتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية والطبية وعدم تغيير الخيام المهترئة والتي لن تصمد أمام أمطار وبرد الشتاء الذي طرق الأبواب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية