أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إلى الأردنيين العائدين من سوريا: هل ستقولون لأطفالكم إن البطاطا التي أكلوها قد يكون تحتها قبر جماعي لأقرانهم

طفلة سوريا هربت من الموت - جيتي

أثار منشور فيسبوكي موقع باسم (فداء الزعتري) حفيظة الكثير من الأردنيين بعد مشاهد السيارات العائدة من سوريا محملة بالبضائع والخضار من معبر "نصيب" الذي افتتح منذ أيام.

المنشور تناول حديث الأردنيين عن الأسعار الرخيصة للبضائع في سوريا بالرغم من سنوات الحرب، وفرحهم الغريب بما حملوه بالرغم من مرورهم من بين القرى والمدن المدمرة، وافتتحت كاتبة المنشور بسؤال الفرحين عما فعلوه: (نعم قالوا لنا 4 كيلو تفاح بدينار ونص والبطاطا بسعر التراب.. والخروف ب 25 دينار... واخيرا ذهبتوا الى هناك.. نعم كانوا ينتظرونكم من 7سنوات ان تأتوا). 

لكنها تستدرك عن حال من كان يجب أن يكون في انتظارهم: (ولكن من كان ينتظركم جلهم استشهدوا او هاجروا او غرقوا).

وتستدرك مرة أخرى بالسؤال لأولئك العائدين بالبطاطا السورية ليطعموها لأبنائهم: (نعم ذهبت سياراتكم وتكدست على الحدود لتتزود بالبطاطا والتفاح الذي نبت من ارض خضبتها دماء الشهداء... فهل ستقولوا لاطفالكم ان البطاطا التي اكلوها قد يكون تحتها قبر جماعي دفن فيه اقرانهم).

تسأل الكاتبة هؤلاء عما رأوه وعن مصير أولئك الذين انتظروا على الحدود عندما كانت تطاردهم الطائرات: (امررتم على درعا التي وقف اهلها من شهرين على حدودكم يطلبون حمايتكم فخذلتوهم.... أمررتم على قبر حمزه الخطيب وقبلتم تراب قبره..أرأيتم البيوت المهدمه والتي هجرها اهلها شاهده على سكوتكم). 

ثم تنتقل إلى المدن السورية المدمرة مدينة مدينة: (هل مررتم بحمص ورأيتم البيت التي خرجت منه طفله تقول عمو لا تصورني انا مو محجبه)...(هل مررتم بتل كلخ ورأيتم جامعها وسمعتم صوت تلك التي اغتصبوها على مأذنته).

ثم تأتي عل مشاهد الموت المروعة للأطفال المذبوحين على يد العصابة الأسدية: (هل رأيتم قبر الطفل الذي انذركم وهو يموت جوعا سأخبر الله عن كل شئ... هل ستذهبون للغوطه وتستنشقون ما تبقى من رائحه الكيماوي الذي لازال عالقا في هواها... ام ستبحثون عن السكاكين التي قتل فيها اطفال بانياس).

ثم تطلب منهم ألا يبتسموا في حضرة الموت السوري المقدس: (ورورها وتزَدوا بخيراتها التي حرم منها اهلها.. ولكن لا تتعالوا بالضحكات.. كي لا تزعجوا اصحاب القبور التي دفنوا احياء لانهم لم يقولوا لا اله الا بشار).

ثم تنهي منشورها بتحذيرهم أن ما بقي من إنسانيتهم قد انتهى: (واعلموا عند عودتكم الى دياركم َوقد تزودتم بالبنزين وما لذ وطاب انكم فقدتم ما تبقى لكم من انسانيه... فوالله لو نطقت الخراف التي اتيتم بها لقالت لكم دعوني هنا اموت على ما مات عليه الشهداء).
المنشور حظي بمشاركات كبرة وردود فعل متفاعلة ورافضة، وبعض من رفضوه عللوا ذلك أن الأردنيين ضحوا كثيراً في سبيل اللاجئين السوريين وقدموا لهم ما استطاعوا مما أثر على أوضاعهم الاقتصادية، وأن سوريا هي شريان اقتصادي لا يمكن التخلي عنه.

ناصر علي - زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي