أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فضيحة جديدة.. مدير تلفزيون النظام يهاجم بشار وجيشه، فما القصة؟

وزير إعلام النظام "عماد سارة"

في واقعة لا يمكن أن تجد لها مكانا سوى في بلاد تحكمها العصابات وعقد تصفية الحسابات بأي شكل وأي وسيلة، سقط مدير تلفزيون النظام "علي الخالد" في فضيحة مدوية، تم الالتفاف عليها وطيها إلى حين بأسلوب "تبويس الشوارب"، رغم أن "الخالد" نفسه أقر بتورطه في القضية.

وتعود تفاصيل القصة إلى "أ.ع" مدير إحدى أكبر الصفحات الموالية التي تهاجم ما تسميه الفساد، ولكن تحت "سقف قائد الوطن"، وهي صفحة يتابعها أكثر من مليون شخص وتحظى بقبول واسع لدى الموالين، باعتبارها "تفش غلهم" من واقع الفساد المستشري في سوريا الأسد.

فقد اشتكى "أ.ع" من وجود صفحة مزيفة بنفس الاسم، ولها متابعون يعدون بعشرات الآلاف، وهي تنتقد الفساد.. ولكنها لا تقيم وزنا لا لـ"قائد الوطن" ولا جيشه، ويبدو أن هذا أرعب صاحب الصفحة الرئيسة وجعله يتوجس من عواقب صفحة تتحدث بلسانه ولكنها ليست تحت إدارته.

وبعد بحث وتفتيش من قبل "أ.ع" قال إنه تعرف على هوية المزور، بل وأضاف أنه هذا المزور زيف كذلك صفحة باسم الأمين القطري المساعد لحزب البعث "هلال الهلال"، وأخرى باسم نقيب المحامين التابع للنظام.

وكان من المنتظر أن يرمي "أ.ع" تهمة التزوير على "المعارضة الإرهابية" التي تشارك في "المؤامرة الكونية"، كما جرت عادة الموالين في هذه الظروف، لكن الرجل صعق متابعيه أن هذا الشخص "موظف في وزارة الإعلام" دون أن يسميه أو يحدد منصبه.

ويبدو أن "أ.ع" استطاع الوصول إلى وزير إعلام النظام "عماد سارة"، الذي اقترح على الرجل خطة مصالحة تنهي الفضيحة، وتقضي بتبويس الشوارب وتقديم اعتذار من "المزيف"، وهو ما فعله "المزيف" بالفعل حيث أدرج على صفحته منشورا غامضا، يتوجه فيه بالاعتذار إلى "أ.ع" عن "الخطأ الذي حصل من قبلي" دون أن يسمي ذلك الخطأ، محورا الماثل العامي الدارج: "لا تاخد صاحب إلا من بعد قتلة (خناقة)"، ليقول: "لا تاخد رفيق إلا من بعد مشلكة".

ولاحقا أفاد "أ.ع" إنه رضي باعتذار "الخالد" الذي سلمه مفاتيح الدخول إلى الصفحة المزورة، بتوجيهات من "سارة" نفسه.

وقالت مصادر إعلامية مطلعة على أبعاد القصية لـ"زمان الوصل" إن قيام "الخالد" بإنشاء صفحات مزورة تستخف ببشار وجيشه، وهما خطان أحمران، لا يمكن أن يكون تصرفا فرديا، لأن مخاطره عالية جدا على "الخالد" الذي سيفقد وظيفته فورا وربما يفقد حياته.

وعليه، رجحت المصادر أن يكون الأمر مجرد لعبة مخابراتية تم تعهيدها لمدير التلفزيون لينفذها، بهدف ضرب أكثر من عصفور بحجر، أهمها ضرب مصداقية الصفحات التي تتنطح لمحاربة "الفساد" و"المفسدين" ولكنها تلتزم بـ"سقف" معين، فلا تتحدث مطلقا عن فساد رأس النظام وحاشيته المقربة ولا عن فساد الجيش، وأفضل طريقة لذلك إنشاء صفحة مزورة بنفس الاسم تهاجم "السيد الرئيس" و"الجيش العربي السوري"، ما يجعل الصفحة الحقيقية ومديرها هدفا للتخوين والطعن من قبل الموالين الذين كانوا يتابعونه بوصفه "وطنيا"، ومن أن هذا إن يُفشل صفحته التي غطت على صفحات أخرى أنشئت برعاية وتمويل مباشر من المخابرات، من قبيل "دمشق الآن" وأتباعها.

أما سبب قبول مدير تلفزيون النظام بهذه المهمة الوضيعة، المتمثلة في إنشاء صفحات مزيفة وإدارتها، فهو حسب مصادرنا أمر بديهي في سياق جو الوضاعة الذي ينغمس فيه عموم إعلام النظام، وتلفزيونه بخاصة، والمشبع بأساليب التحريض والفسفسة وكتابة التقارير الأمنية وزحلقة الخصوم، والكيدية التي لاتوفر سبيلا إلا سلكته مهما كان سافلا.

ولكن الجديد في قصة "الخالد" أنه سلك حقلا ملغوما بالنيل من "السيد الرئيس"، وهو حقل لم يكن ليسلكه لو وجود تعليمات وضمانات مخابراتية له بحمايته وتغطيته في حال انكشاف أمره، وللمتابع أن يتمعن كيف تم حل قضية بهذه الخطورة في ميزان النظام، باعتذار شفهي، رغم أن قضايا أصغر من هذه ذهبت بأصحابها إلى ما وراء الشمس.

زمان الوصل
(150)    هل أعجبتك المقالة (174)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي