نعم لأجل السودان وشعب السودان كله دون تمييز .. لأجل الوطن العربي كله بكافة مكوناته . ولأجل كل شعب يطمح إلى التحرر والحياة والتقدم .
دفاعاً عن كرامتنا , بمواجهة هذا العالم الكاذب , المنافق , المجرم , المتصهين , هذا العالم التافه , النذل .. المحكوم من قبل حفنة من الصهاينة ووكلائهم .. أعداء الإنسانية بأكاذيبهم وخرافاتهم الشيطانية .. المتخلفة .. العنصرية الحاقدة المجرمة .
أن يكون الرئيس عمر البشير مخطئاً . مداناً ..مرتكباً .. هذا أمر يخص الشعب السوداني وحده , لأنه هو صاحب المصلحة الحقيقية في المحاسبة والإدانة وهو من يجب أن يمسك بهذه الأمور في الوقت الذي يرى أن الأمر يستوجب التحرك .
أما أن يصدر الأمر عما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية فهو إساءة للشعب السوداني ولكل مواطن عربي في هذه البقعة الممتدة مابين المحيط والخليج , لابل أنه إساءة لكل إنسان يحترم إنسانيته في هذا العالم .. الأمر هو إهانة للشعب السوداني قبل كل شيء .. هو إعلان عن أن الشعب السوداني قاصر وبحاجة إلى وصاية من أوكامبو وأمثاله ممن يخضعون للإملاءات المافياوية ..الأمريصهيونية والأوربية .
الأمر ليس دفاعاً عن العدالة كما يزعم أوكامبو وكل من يقف خلفه .. الأمر يستهدف فقط ثروات السودان وقدراته الاقتصادية الغير مستثمرة بسبب تخلف كل من حكمه ويتحكم به ويستهدف تفتيت هذه الأمة وإذلالها وإفقادها الأمل بوحدتها وقدرتها على تحقيق حلم أجيالها فقط ولاشيء غير ذلك .
هذه المحكمة لم نرى لها أية فاعلية إلا بمواجهة أفريقيا ووقفت عاجزة .. تافهة .. أمام الإجرام الصهيوني المستمر ضد الشعب الفلسطيني ووطنه .. لم تحرك ساكناً تجاه الإبادة العنصرية لأطفال غزة وبقية أطفال فلسطين .؟!!. هناك يصبح الأمر دفاعاً عن النفس وربما حاكم أوكامبو أطفال فلسطين وقد يفعلها وسط حالة العبث واللامنطق السائدة في هذا العالم التافه .!!
قد لاأهتم للبشير لو حاسبه الشعب السوداني وسوف أتخذ نفس موقف هذا الشعب ككل مواطن عربي .
أما أن يتم الأمر عبر هذه المحكمة السخيفة المنحازة إلى جانب الصهاينة وبقية العنصريين المجرمين في هذا العالم فهذا مرفوض سودانيا ً وعربيا ً وإنسانياً بشكل عام .
يحق لنا أن نتساءل .. ماذا فعل كل من حكموا السودان للشعب السوداني الذي يقيم على أخصب وأغنى بقعة في العالم ويعاني الفقر والبطالة والتخلف في معظمه . ؟؟
طيلة مدة حكمه لم نسمع أو نشاهد شبكات الطرق والسكك الحديدية التي تربط السودان كله بعضه ببعض .. ولا نهضة تعليمية شاملة .. أو عمرانية .. أو زراعية وصناعية . هناك مساحات ضخمة .. هائلة من الأراضي الصالحة للزراعة لا يصلها الماء الأكثر وفرة في هذا البلد .
السودان هو الأغنى اقتصادياً دون الخوض بثرواته الباطنية مع ذلك فهو يصنف من الدول الفقيرة والمتخلفة .!! . وبالتالي ألا يحق للشعب السوداني ولكل عربي أن يتساءل عما فعله البشير .؟
ألم يكن لديه الوقت الكافي إلى جانبه ليحول السودان كله إلى ورشة عمل لاتهدأ .؟. ولو كان الأمر كذلك فهل كان من الممكن أن يحدث فيه ماحدث .. ؟ ذلك أن المواطن الذي يعمل وهو مطمئن إلى حقوقه لن يتمكن أي سيء النية من جره إلى مواقف تتعارض ومصلحة بلده .
لاننكر أن الغرب يقف بوجه أية محاولة تطوير وتقدم ويخلق العراقيل .. لقد كان قصف معمل الأدوية في السودان من قبل البوارج الأمريكية قبل حوالي عقد من الزمن أحد الأدلة المؤكدة على تعطيل الغرب لأية امكانية وإن تم ذلك تحت مزاعم كاذبة عن خطأ في المعلومات التي قالت أن معامل الأدوية هي مختبرات كيميائية حربية . . ولكن الإصرار يحقق النهضة المطلوبة .. هل سيقصفون المزارع لو أ ُنشئت أم أنهم سيقصفون الثروة الحيوانية .. أم سيقصفون كل أشكال الصناعة .
السودان هو الأغنى عالمياً ويتوجب أن يستقطب اليد العاملة من كافة أنحاء الوطن العربي الغني بالكوادر المؤهلة إلى جانب الكوادر من أبناء السودان .
العالم العربي ..عفواً (الأنظمة العربية مقصرة ومجرمة) بحق شعوبها وشعب السودان والرئيس البشير شريك معها وليس مستثنى وكان من الأجدى استثمار فائض الأموال العربية في السودان بدلآ ً من أن تودع في مصارف الغرب الصهيونية الأصل . والتي تستولي عليها وتمنع الشعوب العربية من الاستفادة من عوائدها .. نعم عوائدها التي يذهب قسم كبير منها إلى الكيان الإرهابي المجرم ..القذر في ما يسمى بإسرائيل والذي يعتاش وينمو على هذه العوائد التي تصله بإسم مساعدات أمريكية .
هذا هو الغرب الذي كان يحاول البشير التقرب منه ومسايرته والرضوخ لمطالبه .. فمالذي فعله له الغرب ..؟!! يكفيه أنه عربي حتى يحقد عليه هذا الغرب .. هذه هي الحقيقة بصراحة ودون أية رتوش .. ألم يقم البشير بتسليم ( كارلوس ) عدو النظام الأمريكي والصهاينة .
أهذه هي الأخلاق العربية .. أن تسلم من يحتمي بك لأعدائه ..؟!! . وهذه هي مكافأة البشير من نفس الغرب ..؟ ألا يكفي هذا الدليل لنتأكد من عنصرية الغرب وعدائه وعنصريته .
- أعتقد أن الرد الأفضل هو أن يبدأ الرئيس البشير بجملة تحولات نوعية على صعيد السودان ( كل السودان ) تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة لكافة التيارات السياسية والأثنية وتضم خيرة الكوادر التكنوقراط ورجال القانون والسياسة , وحملة تحديث للقوانين بحيث تلحظ حماية حقوق أبعد مواطن سوداني .. ويترك أمر تحقيق النقلة النوعية لحكومة الوحدة الوطنية هذه .
- الشعب السوداني يملك نخب مثقفة , واعية , وطنية , متحمسة و متخصصة , قادرة على البدء الفوري والسريع في بناء السودان وتحديثه وإن لزم الأمر فبالتعاون مع الكوادر العربية وخاصة مصر التي كان من الواجب أن تبني مع السودان وحدة اقتصادية وثقافية وسياسية وعسكرية بعيدا ً عن حاجة مصر للمعونات الغربية , ففي السودان مجال واسع لامتصاص النسبة العظمى من اليد العاملة المصرية الخبيرة والمتخصصة في كافة المجالات . . وهنا يقع اللوم على مصر بنفس المستوى . واللوم الأكبر على الجامعة العربية التي تقف حائرة أمام هذه الأحداث ولا تحسن اتخاذ موقف حازم وقاطع . فإما أن تأخذ دورها كاملا ً في جمع هذا الشتات أو تستقيل من أي دور لها . ؟
السودان لايبنى بالخطب الحماسية والمظاهرات المبرمجة .. السودان بحاجة إلى عقول وطنية واعية وهكذا كافة الأقطار العربية الأخرى , ولايمكن البدء بكل ذلك قبل البدء بتحديث وتطوير القوانين التي تحول المواطن إلى سيد لايجوز العبث بحقوقه في العمل والسكن وحرية الرأي والمعتقد والتنقل بحرية والأهم أن يختار من يمثلونه بكل حرية ضماناً للمشاركة الواسعة والكاملة من كافة الأطياف . فهل من عودة إلى أحضان الشعب كل الشعب دون تمييز لأنه الوحيد القادر على صون كرامته ووطنه وحريته .
كانت المقاومة التي أنتجها الشعب في لبنان وفلسطين والعراق هي التجربة الأكثر نجاحاً .. إذا ً دعوا الشعوب تفرز مقاومتها وسوف تنتصرون حتما ً. ولن يجرؤ أمثال هذا الأوكامبو على توجيه إهانة مماثلة لأي منكم .
البشير نموذجاً آخر لما ينتظر كافة الحكام العرب ولن يفيد أولئك الذين يرتمون منهم في أحضان أمريكا ويمالئون الصهاينة لأنهم سوف ينضمون إلى لائحة الضحايا مهما طال الوقت .
الآن .. المطلوب أمريصهيونيا ً هو الأهداف الأكثر دسماً .. العراق الذي دمروه ونهبوه وأعادوه إلى الوراء عشرات السنين .. والآن السودان .. ثم .. انتظروا ولن يطول الانتظار ...!! ولا منجاة لأي منكم إن لم ترتدعوا وتعودوا إلى أحضان شعوبكم بصدق ودون نفاق ودجل وبهلوانيات ونهب واستئثار فمن يصدق مع شعبه يصدق مع ربه ومن يحميه شعبه لاغالب له من كافة قوى وشياطين هذا العالم المحكوم أمريصهيونياً .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية