قال مستشار بارز في الحكومة الروسية إن بلاده تحفز كلا من ألمانيا وفرنسا على كسر التزاماتهما مع حليفهما الأمريكي، والمبادرة إلى المساهمة في إعادة إعمار سوريا حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" اليوم الجمعة، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه.
وقال "فيتالي نومكين"، أحد كبار المستشارين الروس في السياسة السورية إن هناك احتمالا ضئيلا للتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، لاسيما أن واشنطن مصممة على الاحتفاظ بوجودها العسكري في سوريا إلى أن تنسحب إيران من هناك.
ومن هنا فإن تركيز موسكو الحالي منصب على العمل مع المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، اللذين من المقرر أن يحضرا قمة رباعية ستعقد بشأن سوريا.
وقال "نومكين": "لا أعرف لماذا يجب على أوروبا أن تنحني دائما لواشنطن... إذا كانت أوروبا تعتقد أنه يمكننا التخلص من بشار الأسد وإيصال بعض قوى المعارضة المعتدلة إلى السلطة، فهم يعيشون في الوهم".
وتساءل عن سبب رفض الدول الغربية مساعدة السوريين على العودة إلى بلادهم، داعيا هذه الدول إلى المساهمة في إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والطرق، حسب تعبيره.
وقال المستشار الروسي إن موقف موسكو يؤكد أن الأطاحة بالأسد ستؤدي إلى انهيار الدولة، وأن محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف يمكنها في أحسن الأحوال تحقيق عملية تدريجية لتقاسم السلطة، معتبرا أن لا وجود لبديل عن الأسد، وأن الأخير سيكسب بسهولة في أي انتخابات حرة.
وسبق لألمانيا بالذات أن خالفت واشنطن في بعض مسائل الشرق الأوسط، حيث دافعت "برلين" عن الصفقة النووية الإيرانية، ويبدو أن لدى "ميركل" على وجه الخصوص دافعا لمساعدة سوريا على التعافي من حربها، حيث ساهم استقبال ألمانيا لنصف مليون سوري تقريبا، في صعود الحركات اليمينية المتطرفة التي أضعفت قبضة المستشارة على السلطة.
وقد فاتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستشارة "ميركل" بالحاجة إلى المال لإعادة إعمار سوريا، عندما التقيا في مقر الحكومة الألمانية خارج برلين في آب/ أغسطس الفائت، كما جدد تحذيراته من التهديد الذي يمكن أن يحمله تدفق المزيد من اللاجئين إلى أوروبا.
لكن حتى الآن، لا يبدو أن "ميركل" أو بقية أوروبا قد انساقوا مع روسيا بشأن الملف السوري، وهذا بالنسبة لـ"بوتين"، يزيد مخاطر الانغماس في المستنقع، فقد نجح تدخله العسكري في دعم بشار الأسد، لكن تكاليف إعادة الإعمار تقدر بنحو 250 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم للغاية، ما تزال الدول الغربية ترفض المساهمة فيه رغم كل المناشدات الروسية.
وخلال الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الألماني "هيكو ماس" إن بلاده ستساعد في دفع تكاليف إعادة الإعمار بسوريا، إذا كان هناك حل سياسي يؤدي إلى انتخابات حرة.
أما إذا بقي الأسد في السلطة، فإن ألمانيا لن تساهم في إعادة الإعمار غالبا، وفقا لمسؤولين ألمان على دراية بسياسة بلادهم تجاه سوريا، فألمانيا ترى في بشار الأسد العقبة الرئيسية أمام إتمام التحول السياسي.
وفيما يخص موقف باريس، أكد دبلوماسي فرنسي رفيع أن بلاده لن تحضر القمة الرباعية في تركيا، دون الحصول على ضمانات بشأن حدوث تقدم نحو الانتقال السياسي.
من جهتها، رأت رئيسة "معهد بيروت"، راغدة درغام، أنه لا يمكن التوصل لاتفاق بشأن سوريا ما لم تكن الولايات المتحدة حاضرة فيه، معقبة: "لا أعتقد أن الأوروبيين قادرون، أو حتى مستعدون للذهاب في هذا الطريق"، أي الانعزال عن واشنطن ومخالفة سياساتها في سوريا.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية