وثق فريق "منسقي الاستجابة" الإنساني وفاة 14 مدنياً، بينهم أطفال في مخيم "الركبان" الواقع على الحدود "السورية- الأردنية"، وذلك نتيجة سوء الأوضاع المعيشية وانعدام الرعاية الطبية، كما طالب في الوقت نفسه جميع الأطراف بالضغط على النظام وروسيا لفك الحصار عن المخيم.
وقال الفريق في بيان صدّر عنه اليوم الأربعاء، "يتعرض السكان المدنيون في مخيم (الركبان) لحملة حصار خانقة تمارسها قوات النظام وروسيا، بالإضافة إلى إغلاق المملكة (الأردنية) للمعابر المتواجدة في المنطقة ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم".
وجاء في البيان أن "الأسلوب المتبع لدى قوات النظام وتطبيق مفهوم الجوع أو الاستسلام، يصنف ضمن جرائم الحرب ضد المدنيين القاطنين في مخيم (الركبان) والسعي لحصول مجاعات ضمنه لإجبار النازحين على العودة إلى مناطق سيطرة النظام".
حسب البيان فإن المدنيين "توفوا على مدار الأيام الـ 15 الماضية، وبينهم (أربعة أطفال وامرأتين وثلاث رجال وخمس حالات من كبار السن)، بسبب نقص الرعاية الطبية وحالات سوء الغذاء الشديدة".
إضافةً إلى ذلك طالب فريق "منسقو الاستجابة" جميع المنظمات والهيئات الإنسانية والدولية، وفي مقدمتهم "الأمم المتحدة" و"المفوضية العليا لشؤون اللاجئين" ومنظمة "يونيسيف"، للتدخل الفوري لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، لا سيما وأن المؤن والمواد الغذائية ستنفذ في المخيم بشكلٍ كامل خلال 10 أيام كحد أقصى.
ويعيش أهالي مخيم "الركبان" حياة مأساوية للغاية في منطقة جغرافية ذات مناخ صحراوي قاس في فصلي الصيف والشتاء على حدٍ سواء، فيما تسبب شح المساعدات الإغاثية التي تقدّم إلى المخيم، والحصار الكامل الذي تفرضه قوات النظام بزيادة عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية الشديدة ونقص المستلزمات الطبية.
ووفق مصادر أهلية من داخل مخيم "الركبان" فإن استمرار حصار النظام المفروض منذ أكثر من أسبوع على أهالي المخيم سيؤدي بعد نحو أسبوع من الآن، إلى نفاذ كافة المواد الغذائية والمؤن المتبقية في المخيم، الأمر الذي من شأنه أن يدفع مئات العائلات إلى تناول لحوم الحمير المتواجدة في منطقة المخيم حفاظاً على حياتهم وحياة أبنائهم. حسب تعبيرهم.
أشارت المصادر ذاتها في تصريح خاص لها لصحيفة "زمان الوصل" إلى أن معبر "التنف" الذي لا يبعد سوى مسافة 20 كيلو متراً عن المخيم، يمكن أن يكون طريقاً بديلاً ومناسباً عن طرق النظام أو "الأردن" لإيصال المساعدات إلى مخيم "الركبان".
ونوّهت كذلك إلى أن معبر "التنف" يخضع حالياً لسيطرة جيش "مغاوير الثورة" وهذا الأخير يتقاعس عن إدخال المواد الغذائية ومساعدة النازحين في المخيم، لارتباطات سياسية وعسكرية ذات صلة بالقاعدة العسكرية التابعة للتحالف الدولي في المنطقة.
يقطن مخيم "الركبان" ما يزيد عن 55 ألف لاجئ، غالبيتهم فروا من ريف "حمص" الشرقي والبادية السورية التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2014، ويتولى مجلس مدني محلي يضم عدداً من وجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة إلى جانب فعاليات مدنية أخرى إدارة شؤون المخيم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية